أصدر الاتحاد الدولي للاتصالات التقرير التنظيمي الرئيسي للاتحاد في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات "اتجاهات الإصلاح في الاتصالات" وذلك في طبعته الحادية عشرة، والذي يرصد واحدا من أهم الاتجاهات الاجتماعية خلال السنوات العشر الماضية، وهو الحضور المتزايد الانتشار لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في جميع مناحي الحياة الحديثة.
حيث يذكر التقرير أنه في أوائل عام 2011، أصبح لدى أكثر من 80 % من الأسواق في جميع أنحاء العالم هيئات منفصلة لتنظيم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وذلك بعدد يبلغ تقريبا 158 هيئة تنظيمية لتكنولوجيا المعلومات، وذلك مقارنة بـ 106 فقط منذ عقد مضى.
كما تؤكد طبعة 2010 – 2011 من هذا التقرير على أن أسواق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في جميع أنحاء العالم آخذة في التحول إلى أسواق أكثر تنافسية في جميع جوانبها تقريبا، بدءا بخدمات البوابات الدولية وصولا إلى العروة المحلية اللاسلكية والجيل الثالث. وفي عام 2010، سمح نحو 93 % من بلدان العالم بالمنافسة في مجال توفير خدمات الإنترنت و90 % في مجال توفير الخدمات الخلوية المتنقلة. كما أن نحو 92 % منها لديها أسواق تنافسية في مجال خدمة النطاق العريض المتنقل من الجيل الثالث.
كما يوضح هذا التقرير أن إجمالي عدد اشتراكات الهاتف الخلوي المتنقل في جميع أنحاء العالم حاليا قد تجاوز 5.3 مليار، منها 940 مليون اشتراك في خدمات النطاق العريض المتنقل، ويتوقع أن يصل هذا الرقم إلى المليار قبل منتصف عام 2011، كما أن النفاذ إلى الشبكات المتنقلة أصبح ممكنا في الوقت الحالي لنحو 90 % من سكان العالم، ولدى نحو 80 % من سكان المناطق الريفية.
وطبقا لهذا التقرير أصبح عدد مستعملي شبكة Facebook النشطين في نهاية عام 2010 حوالي 600 شخص، يمثلون أكثر من ثلث مستعملي الإنترنت في العالم، ويقوم نحو 40 % من هؤلاء الأشخاص بالاتصال بها من خلال أجزتهم المحمولة. كما يبلغ عدد المشتركين في مجتمع المدونات الصغرى Twitter حاليا أكثر من 200 مليون مستعمل مسجل ويستعمل نحو 37 % من هؤلاء المستعملين النشطين أجهزتهم المتنقلة للاتصال بالموقع، كما تظهر أيضا البيانات أن عدد تسجيلات الفيديو المعروضة يوميا من YouTube يبلغ مليارين، بينما بلغ عدد الصور الموضوعة على Flickr حوالي 5 مليار صورة.
وقد ظهر في هذا التقرير موضوعان رئيسيان، وهما الانتشار الواسع لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والدور الهام لهيئات تنظيم الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في تهيئة بيئة رقمية تمكينية.
وأكد التقرير على الإمكانيات الضخمة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في تقديم مساهمات إيجابية إزاء التحديات الاجتماعية الرئيسية، فمثلا تساهم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في زيادة انبعاث الغازات، وذلك كما هو الحال مع كل الصناعات الأخرى، ومع ذلك فإن الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لها وضع أفضل حيث يمكن استخدامها هي نفسها في خفض هذه الانبعاثات من خلال الأنظمة الذكية لإدارة استهلاك الطاقة.
كما يؤكد التقرير أيضا في نسخته الحالية على أن الاتصال من خلال النطاق العريض لم يعد مظهرا من مظاهر الترف ولكنه أصبح ضرورة ستكون حاسمة من أجل النمو الاقتصادي والاجتماعي من كل بلد. وباعتبار النطاق العريض وسيلة إسراع مساعدة لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية MDG التي نقترب من أهدافها لعام 2015.
نبذة عن الاتحاد الدولي للاتصالات
يتخذ الاتحاد الدولي للاتصالات من مدينة جنيف السويسرية مقرًا له، وهو أهم وكالات الأمم المتحدة المتخصصة في تقنيات المعلومات والاتصالات، وتتألف عضويته من 191 دولة وأكثر من 700 عضو وشريك من قطاعات مختلف. ويتركز دور الاتحاد في تهيئة الأجواء لتحقيق النمو والتنمية المستدامة في تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات على مستوى العالم، كما يتولى الاتحاد تنظيم أحداث عالمية في مجال الاتصالات مثل القمة العالمية لمجتمع المعلومات ومنتدى أفريقيا للاتصالات "تيليكوم أفريكا".