يُمثل المنتدى العربي الأول لحوكمة الإنترنت أرضية مشتركة للحوار بين جميع الأطراف المعنية بما في ذلك: الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني والأكاديميين والمجتمع التقني علاوةً على المنظمات الإقليمية والعالمية، والتي يمكن من خلالها مناقشة الموضوعات والقضايا المتعلقة باستخدام الإنترنت ذات الصلة الوثيقة بالمنطقة العربية.
وقد شهدت فعاليات المنتدى الذي عُقد في دولة الكويت تحت مظلة جامعة الدول العربية واللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا التابعة للأمم المتحدة (ESCWA) في الفترة من 9 إلى 10 من شهر أكتوبر الماضي، مشاركة مصرية قوية وفعالة.
ركزت المشاركة المصرية بصورة رئيسية على تبادل المعلومات وأفضل الممارسات والمعرفة والدروس من خلال استضافتها للخبراء والتقنيين والأكاديميين.
وقد نظمت مصر ورشة عمل بعنوان: "حماية الأطفال على شبكة الإنترنت - تقييم الآثار المترتبة على الحظر والتنظيم الذاتي في المنطقة العربية"، ومعالجة الجوانب المتعلقة بالتواصل والانفتاح والسرية والخصوصية.
طرحت الورشة سؤالاً فحواه؛ أي الوسيلتين أفضل لتوفير الأمن والحماية للأطفال لدى استخدامهم الإنترنت "الحظر أم التنظيم الذاتي"، مسلطةً الضوء بصورة خاصة على المنطقة العربية.
وقد استعرضت الورشة الخبرات المختلفة للدول العربية التالية؛ مصر ولبنان وقطر وعمان والجزائر، بالإضافة إلى رؤية إقليمية قدمها المكتب الإقليمي العربي للاتحاد الدولي للاتصالات.
كما تناولت الورشة مسألة المخاطر التي يواجهها الأطفال العرب ممن يستخدمون الإنترنت وتبين بما لا يدع مجالاً للشك أنها لا تقتصر على المواد غير اللائقة فحسب؛ ففي واقع الأمر، تمثل المواقع الإباحية 22% من المخاطر التي يواجهها هؤلاء الأطفال على الإنترنت. ومن ثمّ، فهذه الحقيقة تؤكد على أن الحظر فقط لن يكون حلاً آمنًا لبلوغ إنترنت أكثر أمانًا بالنسبة للأطفال، حيث ستظل الحاجة إلى التنظيم الذاتي وتربية الوعي لدى الأطفال الحصن الأول أمام المخاطر وثيقة الصلة.
إلى جانب ما سبق، سلَّط المنتدى الضوء على الخبرات المتنوعة مع التركيز بصورة رئيسية على سياسات الحظر. وقد برزت مشكلة مقاهي الإنترنت لتمثل تحديًا كبيرًا في معظم الدول العربية، كما تم التأكيد على ضرورة وضع لوائح تنظيمية لفرض قيود على مقاهي الإنترنت.
وتجدر الإشارة إلى إصدار المكتب الإقليمي للاتحاد الدولي للاتصالات ما أسماه "القائمة البيضاء" كحل تكنولوجي للسلامة ويتمثل في إصدار قائمة آمنة بالمواقع التي يمكن للآباء أو أولياء الأمور إضافتها.
كما دعا المشاركون في الورشة إلى ضرورة إطلاق تحالف عربي نشط لحماية الأطفال على الإنترنت؛ حيث يمكن للأعضاء تبادل الرؤى والخبرات إلى جانب اتخاذ موقف عربي متسق تجاه المشاكل المتعلقة بحماية الأطفال على الإنترنت.