وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات
٢ يونيو ٢٠٠٤
منتدى الشباب على هامش مؤتمر تليكوم أفريقيا 2004

لقد كان الهدف الرئيسي من وراء منتدى الشباب المنعقد على هامش مؤتمر تليكوم أفريقيا 2004 الذي نظمه الاتحاد الدولي للاتصالات السلكية واللاسلكية هو العمل على زيادة وعي شباب القارة الأفريقية بالتحديات والفرص التي يوفرها قطاع تقنية المعلومات والاتصالات، وكذلك زيادة معدل إلمام الشباب في المرحلة الجامعية بتقنية المعلومات والاتصالات قبل دخولهم سوق العمل. والواقع أن المنتدى الذي عقد هذا العام يعتبر ثاني منتدى من نوعه يجري انعقاده على هامش أحد مؤتمرات تليكوم أفريقيا التي ينظمها الاتحاد الدولي للاتصالات السلكية واللاسلكية، حيث كان قد تم انعقاد المنتدى الأول في مدينة جوهانسبرج بجنوب أفريقيا في عام 2001.

وقد مثل مصر في هذا المنتدى، الذي استمر انعقاده على مدى خمسة أيام، كل من آمال حافظ، 23 سنة، وسامح أحمد، 24 سنة، إلى جانب 77 من الشباب والفتيات الذين يمثلون 40 دولة أفريقية. وقد قام ممثلو مصر، جنباً إلى جنب مع نظرائهم ممن يمثلون الدول الأفريقية الأخرى، ببحث مختلف القضايا المرتبطة بقطاع المعلومات والاتصالات والتي تمثلت في موضوعات التقنية والتطبيقات المرتبطة بها، والسياسات وما يتصل بها من تنظيمات ولوائح، وكذلك الجوانب المالية والتجارية المتعلقة بهذه الصناعة. ولعله يمكن القول بإيجاز إن المشاركين في المنتدى قد أصبحوا على دراية بتقنيات المعلومات والاتصالات التي يمكن تطبيقها في بلادهم من أجل الارتقاء بمستوى معيشة إخوانهم من المواطنين.

والواقع أن الفوائد التي تحققت للشباب في فترة انعقاد المنتدى لم تقتصر فقط على مشاركة الآراء والتجارب، وإنما اتسعت أيضاً لتشمل إتاحة الفرصة لهم للالتقاء بالقادة وكبار الشخصيات العاملة في مجال تقنية المعلومات والاتصالات، ذلك فضلا عما توفر لهم من فرص حضور الأحداث والمعارض الأخرى المتعددة التي عقدت على هامش مؤتمر تليكوم أفريقيا 2004 إلى جانب إتاحة فرصة الالتقاء بكل من حضروا تلك الأحداث والمعارض.

وانطلاقا من إدراكهم لما يمكن أن توفره تقنية المعلومات والاتصالات للقارة الأفريقية من فوائد، دعا المشاركون في المنتدى إلى اتخاذ التدابير التي من شأنها تشجيع نمو هذا القطاع في القارة. وأكد المشاركون في بيانهم الختامي على أنه بالرغم مما تحقق من نمو وزيادة في الفرص المتاحة أمام القارة الأفريقية للوصول إلى تقنية المعلومات والاتصالات، فلا يزال هناك الكثير مما يتوجب القيام به في هذا المجال. وفي سبيل تحقيق هذه الغاية، أوصى المشاركون بأن تعمل حكومات القارة الأفريقية على إنشاء أجهزة تنظيمية مستقلة في مجال تقنية المعلومات والاتصالات يشارك فيها ممثلون عن كل من الحكومات والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني.

وأكد المشاركون في بيانهم على أهمية المنافسة وكفاءة وفعالية تقديم الخدمات في الأسواق المفتوحة، وذلك لاستئصال المشكلات التي تنشأ عن الممارسات الاحتكارية في معظم دول القارة الأفريقية.

وفي سبيل العمل على نشر تقنية المعلومات والاتصالات في القارة الأفريقية، دعا الشباب إلى إدخال هذه التقنية في مناهج التعليم وإلى توفير أدوات التعلم الإلكتروني ومحتوى الإنترنت باللغات المحلية؛ فضلا عن إنشاء مركز للابتكارات الفنية في جامعة واحدة على الأقل بكل دولة من دول القارة، وذلك لدعم مشاريع الشباب وتوفير خدمات تقنية المعلومات والاتصالات. كذلك ركز شباب القارة على ضرورة توفير خدمات المعلومات والاتصالات في المناطق الريفية بتكلفة تكون في ميسور الجميع. ويري شباب القارة السمراء أن اتخاذ الخطوات التي تستهدف تحقيق المزيد من التحرير لهذا القطاع إنما هو أمر من شأنه أن يؤدي إلى تخفيض أسعار تلك الخدمات، كما يؤدي انخفاض تكلفة التقنيات إلى زيادة فرص الاستفادة من المزايا التي توفرها تقنية المعلومات والاتصالات. واقترح الشباب كذلك أن تعمل الحكومات على إنشاء مراكز للاتصالات ومقاهٍ للإنترنت بالمدارس الابتدائية في المناطق الريفية.

وقد أعرب شباب القارة بوضوح وجلاء عما يطمحون إليه من مواصلة العمل الذي شرعوا في بدئه أثناء انعقاد المنتدى. كما اقترحوا أن يتم إنشاء جهاز للشباب الأفريقي يتألف من منتديات من كل دولة من دول القارة للعمل على دفع عجلة التقدم في مجال تقنية المعلومات والاتصالات في كافة أنحاء القارة الأفريقية، وعلى أن يعقد الجهاز المقترح اجتماعات دورية لإعداد التوصيات والمقترحات ورفعها إلى كل من الحكومات والجهات المعنية بتوفير الخدمات، وأن يتم أيضا وضع برامج محلية ودولية تستهدف التوعية بالأهمية التي تمثلها تقنية المعلومات والاتصالات لعملية التنمية.

حقوق الملكية© وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ١٩٩٩-٢٠٢٣ جميع الحقوق محفوظة.