جامعة النيل مؤسسة أكاديمية جديدة في مصر تعمل على تحقيق أهداف طموحة، وتعد الجامعة ثمرة الجهود الحثيثة التي تبذلها كل من وزارة الاتصالات والمعلومات بالتعاون مع كبرى المؤسسات التعليمية العالمية والقطاع الخاص المعني بهذا المجال.
وسيشهد هذا العام المرحلة الأولى لنشاط الجامعة، ومن بين مميزات الجامعة أنها لا تستهدف تحقيق أي ربح، وبأنها تقع في حرم جامعي واحد يقدم فيه للدارسين أفضل ما تقدمه كبرى الجامعات العالمية. والواقع أن جامعة النيل تمثل مبادرة علمية وتقنية فريدة من نوعها ليس فقط بسبب ما تسهم به من تطور أكاديمي في البلاد، وإنما يتجاوز ذلك إلى طابع التعاون والتآزر الذي اتسمت به الجهود الضخمة التي بذلت لإنشاء الجامعة. وتقع هذه المؤسسة التقنية الجديدة على مساحة 5000,000 متراً مربعاً تقريبا في مدينة الشيخ زايد، وتعتبر أول جامعة مصرية تحصل على الدعم اللازم لها من الحكومة، ممثلة في وزارة الاتصالات والمعلومات، ومن القطاع الخاص ممثلاً في الاتحاد المصري للتعليم التقني.
وتهدف جامعة النيل إلى استكمال جوانب النقص التي تعاني منها المناهج الدراسية المقدمة حالياً في مصر والشرق الأوسط، وذلك من خلال تقديمها مجموعة من البرامج الدراسية التي تتسم بالفاعلية والتكيف مع متطلبات العصر، كما تنفرد الجامعة بتركيز اهتمامها على قطاعات البحوث والتطبيقات التقنية العملية والتطرق إلى مجالات جديدة في العلوم والمعارف التقنية، إذ تقدم الجامعة للدارسين الراغبين في الحصول على درجة البكالوريوس العديد من التخصصات التقنية التطبيقية، كما تسعى الجامعة في ذات الوقت إلى بناء علاقات علمية قوية مع المؤسسات الصناعية التي تعمل في مجالات ذات علاقة بما تقدمه الجامعة من تخصصات دراسية.
وتنقسم الجامعة إلى كليتين: كلية النيل لإدارة الأعمال وكلية الهندسة والتقنية (نايل تك). ويتم تقديم بعض البرامج الدراسية بالتنسيق بين الكليتين، مثل برنامج درجة الماجستير في إدارة التقنية والذي يعد برنامجا دراسياً مستحدثاً يمكن الدارسين من صياغة أفكار جديدة ووضعها في حيز التنفيذ، فضلاً عما يوفره لهم من مجالات تخصصية متنوعة مثل: تقنية الاتصالات وتقنية المعلومات وتقنية الصناعات التحويلية وتقنية تطوير المنتجات والتقنية المرتبطة بالصحاري والبيئة والتقنية الحيوية وتقنية البتروكيماويات وتقنية المعلومات الوراثية.
وقد نجحت الجامعة في إبرام عدد من الاتفاقيات مع عدة مؤسسات تعليمية عالمية بهدف الاستفادة من خبرات هذه المؤسسات أكاديمياً وإدارياً. ومن بين هذه الاتفاقيات مذكرة تفاهم مع كلية إدارة الأعمال "IESE" في برشلونة (التي تعد الكلية الأولى من نوعها في أوروبا والرابعة على مستوى العالم، حسب ما أوردته الدراسة التي نشرتها صحيفة الفاينانشيال تايمز البريطانية في عام 2003).
كذلك تولي جامعة النيل اهتماما كبيرا بتطوير وسائل نقل التقنية إلى كل من القطاعين العام والخاص، الأمر الذي من شأنه أن يزيد من قدرة الصناعة المحلية على المنافسة في الأسواق العالمية من حيث توفير القوى العاملة المدربة والقيام بأعمال البحوث والتطوير المستقلة. وفي سبيل سعيها إلى تحقيق هذه الأهداف، ستقدم الجامعة على إنشاء ثلاثة مراكز تخصصية هي: مركز البحوث والتطوير الذي سيكون له دور رئيسي في توفير بيئة موجهة للبحوث، لذلك سيكون إنشاء المركز في المرحلة الأولى من عمل الجامعة. ويتمثل الهدف الرئيسي للمركز في القضاء على الفجوة الرقمية بين مصر والدول الأكثر تقدما، والقيام بدور رئيسي في التوصل إلى تقنيات مبتكرة واستقطاب مشاريع البحوث واجتذاب المنح الدراسية والتمويلية إلى المنطقة ودعم الدور الذي تباشره مؤسسات البحوث الأكاديمية في مجال تطوير أعمال جديدة في المنطقة. وسينصب اهتمام المركز على مجالات الاتصالات وتقنية المعلومات والتقنية الحيوية والبتروكيماويات والاقتصاد.
مركز الملكية الفكرية الذي سوف تناط به مسؤولية حماية حقوق الملكية الفكرية للمنتجات التي تتوصل إليها مشروعات البحوث والرسائل العلمية التي يتقدم بها الدارسون لنيل شهاداتهم العلمية.
مركز الشراكة والحضانة الذي ستكون مهمته مساعدة واحتضان الدارسين الذين يرغبون في إنشاء شركات جديدة خاصة بهم، وذلك من خلال العمل على توفير ما يلزمهم من وسائل الاتصال بصناديق تمويل المشروعات أو البحوث الرائدة، فضلا عن مساعدتهم في تسويق منتجات مشاريعهم منذ بداية إنشائها.
وتجدر الإشارة إلى أن المستوى الراقي لهيئة التدريس العاملة في الجامعة إنما يمثل واحداً من بين أهم عوامل ضمان نجاح الجامعة في تحقيق ما تسعى إليه من أهداف، ذلك لأنه سيتم منذ البداية الاستعانة بأعضاء من هيئات التدريس العاملين في الجامعات والمؤسسات الأجنبية العالمية، الأمر الذي يساعد بدوره في نقل التقنية إلى البلاد. وسيتم في الوقت ذاته الاستعانة بالكفاءات المحلية الموهوبة وتطوير مواهبها إلى مستويات أعلى في مختلف المجالات التي تدخل في دائرة اهتمام الجامعة.
وستمثل جامعة النيل عوناً كبيراً للاقتصاد المصري واقتصاديات دول المنطقة من خلال ما تقوم به من أبحاث وتطوير. ومن بين تلك الغايات العديدة التي تسعى الجامعة إلى تحقيقها: تشجيع التوصل إلى أفكار ورؤى ومشاريع جديدة من خلال البحث والتطوير، والعمل على استقطاب المفكرين والعلماء من مختلف أنحاء العالم، وتسهيل أعمال شبكات الاتصالات ذات الطابع العلمي، وإنشاء مرفق بحثي لديه القدرة الذاتية على توفير التمويل اللازم لأبحاثه، وإنشاء مرافق بحوث وتطوير قادرة على المشاركة في العمل مع الشركات المعنية دونما حاجة إلى الاستعانة بقدراتها الداخلية، الأمر الذي من شأنه التعجيل بزيادة الابتكارات وتنفيذ الأفكار الجديدة.
www.nileuniversity.edu.eg