إن تحول العالم إلى قرية صغيرة تربط الاتصالات بين أطرافها لم يتم بين يوم وليلة ولكنه كان نتاج جهود مستمرة للشعوب للاتصال والتعرف علي بعضها في مختلف المجالات. ولتحقيق المزيد من التقارب الدولي في مجال الاتصالات، نظم الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU) منتدى يضم المجمع الدولي للاتصالات مرة كل ثلاث سنوات وذلك فضلاً عن مؤتمرات إقليمية للاتصالات تتم خلال الفترة الفاصلة بين المنتديات ومن تلك المؤتمرات مؤتمر و معرض أفريقيا للاتصالات 2004 (أفريكا تليكوم 2004) والمقرر عقده بالقاهرة واتصالات أسيا 2004 (أسيا تليكوم 2004) والذي سيعقد في مدينة بوسان الكورية. أما المنتدى الحالي عقد في الفترة من 12 – 18 أكتوبر من العام الحالي في مدينة جنيف السويسرية علي أن يعقد المنتدى التالي في عام 2006.
ويعد عقد المنتدى الذي بلغ عدد المشاركين فيه 115 ألف منهم 85 ألف زائر و850 ألف شركة عارضة، استمراراً لتقليد لحشد كبار العاملين بالصناعة مع ممثلي الحكومات المختلفة والمشرعين معاً وهو بذلك أعد مجالاً خصباً لتبادل وجهات النظر والرؤى الاستراتيجية وتكوين شبكات من الاتصالات بين الشركات العاملة في قطاعات الاتصالات. وضم منتدى العام الحالي (ITU WORLD TELECOM 2003) ثلاثة أجزاء: المنتدى الرئيسي ومنتدى الشباب والمعرض. وانطلاقاً من إدراكها لأهمية تدعيم شبكات الاتصالات مع الشركات الدولية وتوفير مسارات للتفاعل بين أعضاء المجتمعين المحلي والدولي للاتصالات كأحد أهم الوسائل لتبؤ وضع تنافس في ساحة الاتصالات الدولية، أعتزمت مصر أن يكون تواجدها في هذا الحدث مكثفاً وفعالا.
وقد نجحت مصر في توفير واتاحة كافة العوامل اللازمة لتطوير صناعة الاتصالات والمعلومات وذلك في إطار الخطة القومية للنهوض بهذا القطاع. ويذكر أن المجتمع الدولي يستشعر أهمية مد المزيد من شبكات الاتصال وعلاقات التعاون بين شركاته ومثيلاتها المصرية وانطلاقاً من إدراكه لأهمية مصر بموقعها الجغرافي وهوياتها المتعددة فهي دولة عربية و أفريقية وتقع في منطقة الشرق الأوسط.
وناقش جلسات المنتدى الرئيسي موضوعات مختلفة فضلاً عن عدد من المحاضرات التي ألقاها كبار الإداريين في الشركات المشاركة فضلاً عن مسئولية حكوميين في قطاع تكنولوجيا المعلومات. و دارالمؤتمر حول محاور أربعة رئيسية هي: الشركات العاملة في القطاع ومحور السياسات ومحور التكنولوجيا وتنمية الاتصالات. وشارك من مصر د. أحمد نظيف وزير الاتصالات و المعلومات والذي كان متحدثاً رئيسياً في جلسة عقدت في الحجرة (B) في ثاني أيام المنتدى وكان عنوان الجلسة "هل تحقق التكنولوجيا النتائج المرجوة". ودار د. طارق محمد كامل، مستشار أول وزارة الاتصالات و المعلومات هذه الجلسة ومن ناحية أخري شارك أيضا السيد/ محمد النواوي رئيس مجلس إدارة والمدير العام لشركة المعلومات التابعة للمصرية للاتصالات في جلسة أخري عقدت في الحجرة (A) تحت عنوان "تواجد محلي جديد في العالم النامي".
وفي إطار الاتجاه الدولي لتشجيع الشباب ومده بالمزيد من الإمكانيات في قطاع التكنولوجيا والاتصالات فقد تم إختيار شابين ممثلين عن كل دولة مشاركة للاشتراك في المؤتمر وذلك في إطار برنامج المنح. وتأتي هذه الخطوة انطلاقاً من الإيمان بأن الشباب أو قادة الغد بحاجة للفرص والطرق التي تمكنهم من التفاعل مع نظرائهم من الدول الأخرى لتبادل الخبرات والطموحات وتخطي الفوارق الثقافية. ضم منتدى الشباب أربع ندوات إلا أنه كان للمشاركين في المنتدى الحرية في حضور جلسات أخري في المنتدى . وحظى المشاركون في منتدى الشباب بفرصة للاتصال وجهاً لوجه مع كبار المسئولين في مجالات السياسة والصناعة وواضعي السياسات الهادفة لمواجهة المشكلات الفنية والسياسية والمالية وتلك المتعلقة بالاتصالات والمعلومات.
وقد قامت مصر بتأهيل المشاركين في هذا المنتدى ليكونوا ملمين بتطورات قطاع الاتصالات ومؤهلين للاستفادة من هذا الحدث الهام. وقام حفل خاص علي شرف المشاركين من مصر وذلك بالإضافة إلى حضورهم برنامج تدريبي مكثف عن وسائل تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات في مصر والتعرف علي أنشطة وزارة الاتصالات المصرية فضلاً عن الإلمام بالمشروعات التي تشارك فيها مصر في هذا القطاع. أما القسم الثالث للمنتدى فهو المعرض الذي أتاح فرصة للاتصال المباشر بين العارضين وممثلي الدول المشاركة والمشاركين فى المؤتمر.
وتواجدت وزارة الاتصالات و المعلومات في موقع متميز بصالة عرض رقم (2) حيث تم تخصيص مساحة 448م2 لجناح مصر. وذلك فضلاً عن تواجدها في منطقة عرض أخري لمساحة 118.75م2 وهي مخصصة لمصر: الاتحاد الدولي للإتصالات أفريقيا 2004. وضم جناح مصر ممثلين من وزارة الاتصالات والمعلومات والجهاز القومي لتنظيم الاتصالات والشركة المصرية للاتصالات والقرية الذكية فضلاً عن 12 شركة ممثلة للقطاع الخاص، وتم استخدام المعرض للترويج لمؤتمر اتصالات أفريقيا "أفريقيا تليكوم المزمع عقده في القاهرة عام 2004". وختاماً أستضافت مصر أكثر من 200 مدعو في حفل عقد في أحد مطاعم بالكسبو وحضره وزير الاتصالات المصري.