استكمل المؤتمر السنوي الرابع للجهاز القومي لتنظيم الاتصالات بمدينة شرم الشيخ جلساته اليوم، بمشاركة 22 دولة عربية وأوروبية وأمريكية، والتي تناولت موضوعين لهما أهمية كبيرة بقطاع الاتصالات، وهما الموضوعات الخاصة بخدمات البرودباند والانترنت فائق السرعة وموضوع التقنيات الجديدة الناشئة.
تناولت الجلسة الأولى القضايا المتعلقة بخدمات البرودباند والانترنت فائق السرعة وكيف أصبح أكثر انتشاراً بالإضافة إلى عرض تجارب الدول الأخرى في هذا المجال، حيث أظهرت السنوات العشر الأخيرة أن تكنولوجيا البرودباند هي البنية الأساسية للتنمية الاقتصادية للدول، وأن الخطط التنظيمية الوطنية للبرودباند أصبحت اتجاها سائدا في كل أنحاء العالم وذلك نظراً لأنها ترتبط بالجوانب الاجتماعية والاقتصادية للدول بالإضافة إلى ارتباطها الوثيق بالاستثمارات الضخمة داخل تلك الدول.
وتناولت أيضاً الجلسة الأمور الخاصة بالأهمية والأولوية الكبيرة التي أصبح عليها البرودباند الآن بالإضافة إلى التحديات التي يمكن مواجهتها عند وضع الخطط الوطنية للبرودباند، والعوائق التي يمكن مواجهتها لنشر الانترنت فائق السرعة وأخيراً ماذا يمكن لمقدمي خدمات الإنترنت فائق السرعة أن يقدموا من جديد.
وتناولت الجلسة الثانية الموضوعات المتعلقة بالتقنيات الجديدة الناشئة والتي أوضحت أن مراحل تطور تكنولوجيا الاتصالات أصبحت أسرع مما قبل، وأن الاندماج الحادث بين الاتصالات والإعلام أصبح له تأثير واضح على توقعات المستخدمين سواء من تحديد الخدمات المقدمة والحصول عليها بالشكل المناسب أو من سرعة خدمات الاتصالات المقدمة، وناقشت التحديات التي تواجها التكنولوجيات المحمولة في العالم، كما ناقشت أيضاً آخر ما طرأ من تطورات على ساحة تكنولوجيا الاتصالات والقيود المفروضة على هذه التكنولوجيات الجديدة، وكيفية استغلال هذه التكنولوجيات لتوفير أفضل الفوائد للمستخدمين.
وأخيراً اختتم مؤتمر (تنظيم الاتصالات من أجل التنمية) أعماله، حيث عرض السيد الدكتور عمرو بدوي الرئيس التنفيذي للجهاز القومي لتنظيم الاتصالات يرافقه السيد هانز بيكر رئيس شركة ريجيولات الاستشارية والسيد فنشنزو بيانكو مدير شبكات الاتصالات الالكترونية بشركة AGCOM الايطالية التوصيات الخاصة بالمؤتمر والتي كان من أهمها:
- من أجل توفير مناخ جيد للإبداع، يجب أن يكون هناك تعاون بين كل من الجهات التنظيمية والبحثية والصناعية، كما يجب المحافظة على مستوى مناسب من التنافسية بين الشركات المقدمة والمصممة للخدمات.
- سوف يشهد العالم موجه هائلة من تبادل المعلومات والبيانات ليس فقط بين الأشخاص ولكن بين الأشخاص والأجهزة من ناحية وبين الأجهزة وبينها البعض من ناحية أخرى، وعليه فلابد من توفير البنية الأساسية التي يمكنها استيعاب هذا التنامي المتوقع في تبادل المعلومات.
- لتحقيق التحول الآمن والأمثل للبث الرقمي المرئي ينبغي التركيز على عدة محاور:
*إعادة توزيع الترددات بشكل أمثل في الحيز الترددي VHF و UHF.
*التوسع في تصنيع الأجهزة التلفزيونية الرقمية والحد من تصنيع المزيد من الأجهزة القديمة أو التماثلية.
*تعريف المستهلك بعملية التحول وما تستلزمه من تغييرات وما توفره من مزايا.
*توفير الدعم اللازم لإتمام عملية التحول وتقليص التكلفة التي يمكن أن يتحملها المستخدم.
- يمكن الاستفادة من الترددات التي سيتم توفيرها من عملية التحول لتوفير المزيد من خدمات النطاق العريض اللاسلكي (فائق السرعة) وخدمات الإنقاذ والكوارث وإمداد الأماكن المحرومة والنائية بخدمات الاتصالات الأساسية.
- بالإضافة إلى إثراء متعة المشاهدة لدى المستخدم، فإن عملية التحول إلى البث الرقمي يمكنها توفير خدمات إضافية جديدة بجانب المشاهدة التلفزيونية.
- من أجل تحقيق المزيد من التطوير في مجال الاتصالات، لابد من الموازنة الجيدة بين المزيد من التنظيم والقواعد من ناحية وبين الانفتاحية والتحرر المطلق من ناحية أخرى.
- الحاجة إلى توفير المزيد من العروض التي تشمل على أكثر من نوع من الخدمات مثل خدمات الصوت والبيانات بأسعار مقبولة، وذلك لخدمة المستخدم النهائي وتحقيق مستوى أفضل من التنافسية والإبداع.
- التركيز على توفير بنية واسعة من شبكات الألياف الضوئية لاستيعاب الطلب المتزايد على خدمات النطاق العريض.
- ضرورة التعاون بين المرافق الخدمية المختلفة مثل هيئات الكهرباء والغاز والمياه والاتصالات للمساعدة في مد الكابلات الخاصة بشبكات الاتصالات.
نبذة عن الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات
يعمل الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات باعتباره جهة تحكيم تتمتع بالاستقلالية بين مختلف أطراف قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ألا وهي: الشركات المتخصصة في هذا المجال والدولة والمستهلكين. وقد أنشئ الجهاز في 2003 وفقًا لقانون تنظيم الاتصالات باعتباره هيئة قومية تهدف الى إدارة قطاع الاتصالات، وتشمل صلاحياته، بصفة عامة، القضايا المتعلقة بالشفافية والمنافسة الحرة والخدمات العامة الشاملة وحماية حقوق المستخدم.