وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات
١٦ نوفمبر ٢٠٢١
معهد تكنولوجيا المعلومات وتأهيل الشباب لمهن المستقبل


يمثل رأس المال البشرى الميزة التنافسية الأكبر لمصر في كافة المجالات التنموية، وإذا نظرنا إلى مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والذي يُعد مجال كثيف المعرفة سريع التغير، نجد أن الشباب يمثل المكون الأساسي والقوة الضاربة في تلك الصناعة الهامة والحيوية، وقد أدركت مصر منذ عقود مضت ضرورة وأهمية إيجاد كوادر وطنية شابة خلاقة ومبدعة تقود تلك الصناعة وتحدث نقلة نوعية بها.

وتدرك وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أن بناء العقول وتنمية القدرات البشرية يمثل أحد أهم المحاور الاستراتيجية التي تقوم على تنفيذها، كما تعد ركيزة أساسية لتحقيق التنمية وعنصرًا أساسيًا للنهوض بصناعة تكنولوجيا المعلومات، وفى هذا الإطار أطلقت الوزارة عددًا من المبادرات والمنح والبرامج التي تستهدف توفير فرص تدريبية للشباب، وتأهيلهم لدخول سوق العمل المحلي والدولي بما يساهم في بناء قاعدة من الكفاءات في تخصصات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ويساهم في بناء مجتمع رقمي قائم على التكنولوجيا.

وتحرص الوزارة على الاهتمام بكفاءة وجودة المحتوى التدريبي، وإكساب المتدربين خبرات تطبيقية وتدريب متميز على أحدث الأساليب التكنولوجية، وإنتقاء التخصصات المطلوبة في سوق العمل وما يطلق عليها التكنولوجيات البازغة مثل التكنولوجيا المالية، والفنون الرقمية وعلوم البيانات، والذكاء الاصطناعي، وغيرها من التخصصات التي يزداد الطلب عليها.

وتعمل الوزارة على تنفيذ استراتيجية للتدريب يتم تنفيذها وفقًا لنهج هرمي تتضمن قاعدته إتاحة برامج لعدد ضخم من المتدربين للوصول للشباب بمختلف مستوياتهم التعليمية وتخصصاتهم، ويتم تنفيذ تلك المنظومة التدريبية عبر أذرع تدريبية عدة تابعة للوزارة من بينها (معهد تكنولوجيا المعلومات، وهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات، ومركز الإبداع التكنولوجي وريادة الأعمال، والمعهد القومي للاتصالات، ومركز تقييم واعتماد هندسة البرمجيات، والمركز التنافسي للتعلم الإليكتروني).

وعلى مدار الـ 28 عام الماضية منذ نشأته استطاع معهد تكنولوجيا المعلومات أن يُمد الدولة المصرية بكوادر تقنية أثبتت كفاءة وجدارة بسوق العمل المحلي والإقليمي والعالمي، وساعدت منصات العمل الحر في أن يقوم نماذج كثيرة من شباب المعهد بالعمل عن بُعد لصالح كبرى الشركات العالمية بأوروبا وأمريكا، وبات هناك طلب متزايد على خريجي المعهد من تلك الشركات نظرًا للمستوى التدريبي والتعليمي المتميز لهم.

ويحرص المعهد على تقديم مصفوفة من المنح والبرامج التدريبية الغنية والمتنوعة (32 برنامج تدريبي) تمس كافة التخصصات التكنولوجية، كبرامج التدريب الاحترافي والذي يستمر التدريب فيه لمدة 9 أشهر، والتدريب المكثف للخريجين، ومعسكرات التدريب الصيفية لطلبة الجامعات، وبرامج التدريب الاحترافي على مهارات الذكاء الاصطناعي، وإعداد المدربين سفراء التكنولوجيا، والعديد من البرامج والمنح التي تسمح لأي مبدع أو مبتكر أن يساهم في صياغة المستقبل.

كما يتيح المعهد إمكانية التعلم والتدريب الذاتي من خلال منصة "مهارة – تك"، وهي منصة تعليمية ذات محتوى تقني غني بالمسارات التكنولوجية مٌقدمه من المعهد بالشراكة مع خبراء تكنولوجيا المعلومات وشركات المحتوى، ويتم من خلالها التعريف بأسواق العمل المختلفة والمساعدة في فهم خريطة مهن المستقبل التكنولوجية وتعلم المهارات اللازمة لشغل هذه المهن.

ويعمل المعهد على التوسع والانتشار الجغرافي في كل أنحاء الجمهورية عبر زيادة أفرعه بالمحافظات ومراكز الابداع الرقمي بالتعاون مع الجامعات، وذلك بهدف الوصول الى أكبر عدد من المتدربين واكتشاف الموهوبين وتعليمهم للغات العصر ودعم الابتكار لديهم بالتعاون مع كبرى الشركات المحلية والعالمية، كما يعمل المعهد على إعداد كوادر متميزة من المدربين في مجال تكنولوجيا المعلومات (سفراء التكنولوجيا) وإنشاء قاعدة مدربين معتمدين لتلبية التوسعات الجغرافية للمعهد.

كما يقوم المعهد بعقد العديد من اتفاقيات الشراكة وبروتوكولات التعاون مع جهات دولية مرموقة ذات شأن رفيع في مجال تكنولوجيا المعلومات (جامعات/ شركات عالمية/ مؤسسات ومعاهد بحثية) لنقل كل ما هو جديد والاستفادة من الخبرات العالمية واكساب شباب المتدربين مهارات عالمية من خلال التدريب والعمل في تلك الشركات وإكسابهم خبرات في التخصصات ذات الطلب المتسارع بالتعاون شركات عالمية مثل:
 IBM, Microsoft Coursera, Red Hat, Fortinet Network, Pal Alto, Dell, Apple, Google.

ونتيجة لجهود المعهد في هذا الشأن فقد تم اعتماده كأول مركز تدريبي لشركة Apple في أفريقيا وجهوده المتميزة في تأهيل مئات المبرمجين في هذا التخصص بالسوق المصري، وإعداد أكثر من 500 متخصص في تقنيات IOS الخاصة بالشركة بما يمثل قاعدة من الكوادر الفنية يمكن البناء عليها لتكوين العديد من المدربين الخبراء في هذا المجال.

ويعمل المعهد على تطوير وتبني العديد من البرامج والتخصصات التي تخدم المهارات الأكثر طلبًا طبقًا لتوجهات السوق العالمي، والتي يضعها المعهد دائمًا نصب عينيه والتي تمثلت في إطلاق مبادرة للذكاء الاصطناعي حيث تم عقد شراكة مع الكلية الفرنسية للحاسوب (إيبيتا) لتصميم وتنفيذ البرنامج التدريبي المشترك مع المعهد الذي تبلغ مدته 9 أشهر ويضم 420 متدرب.

وفي تخصص البرمجيات المفتوحة المصدر وتقنياتها فقد تم عقد اتفاق مع شركة RED HAT المتخصصة في مجال تحليل البيانات وتطوير البرمجيات واختبار الأنظمة حيث تمكن 60 متدرب من المعهد من الحصول على شهادة الشركة في وقت وجيز بالإضافة الى إتاحة المحتوى التعليمي الخاص بالشركة على المنصة الإلكترونية للمعهد.

كما يقوم المعهد بدور مهم في تدريب وتأهيل الكوادر في مجال أمن المعلومات لمواجهة خطر الهجمات السيبرانية والاختراقات الإلكترونية لنظم المعلومات وقواعد البيانات، وفى هذا الإطار فقد قام المعهد بعقد اتفاق مع شركة  Fortinetالمتخصصة في مجال أمن المعلومات وإتاحة المحتوى التدريبي الخاص بالشركة على منصة المعهد التعليمية، وهو ما يعد لبنة لأكاديمية أمن المعلومات التابعة للمعهد وما تقوم به من إعداد متدربين ومتخصصين في مجال أمن المعلومات والبنية الأساسية والأدلة الرقمية والبرمجيات الخبيثة بما يساهم في رفع مستوى التأميني للبنية التحتية ومواكبة التحول الرقمي.

ولآن العالم يتجه نحو تطبيق فكر سوق الوظائف المفتوح ومنصات العمل الحر بعيدًا عن سوق العمل التقليدي، وهو ما يلقى مسئولية كبيرة على المعهد نحو إعداد جيل واعد مدعم بخبرات علمية وعملية وتجهيزهم لمهن المستقبل وتأهيلهم للحصول على فرص عمل غير نمطية، وفى هذا الشأن يتيح المعهد فرص عمل حر عبر منصته freelancingzones.com للتدريب على العمل الحر والعمل عن بُعد، بالإضافة إلى إنشاء معامل تكنولوجية ومساحات للعمل الحر تمكن المتدربين من عرض إبداعاتهم في كافة المجالات، كما يوفر المعهد معامل ذكاء اصطناعي وأستوديوهات وقاعات للتعلم الإلكتروني.

وقد استطاع المعهد أن يوفر 90 % فرص عمل حر للمتدربين قبل التخرج ونتيجة لهذا الجهد تمكن شباب المعهد من خلال فرص العمل الحر كسب ما يزيد عن 100 ألف دولار كعائد من فرص العمل الحر وإنجاز ما يقرب من 700 مشروع عمل حر في تخصصات تكنولوجية متعددة في 30 دولة حول العالم.

وقد احتفل المعهد هذا العام بتخريج دفعة جديدة من شباب المتدربين وجاء حفل التخرج تحت عنوان “كوادر مصرية شابة في مهن المستقبل" وهو ما يعكس التوجه نحو مواكبة المتغيرات التكنولوجية والاقتصادية، واستحداث منح ومبادرات وبرامج جديدة بالتركيز على محور التكنولوجيات البازغة، كإنترنت الأشياء، تحليل البيانات، الذكاء الاصطناعي، أمن المعلومات، نظم المعلومات الجغرافية، تطوير البرمجيات واختبارها، والبلوك تشين، والتكنولوجيا المالية، إنتاج المحتوى الرقمي، البرمجيات، الحوسبة السحابية والعديد من التخصصات الحيوية الأخرى.

وقد شهد حفل التخرج عرض لنماذج من أعمال شباب المتدربين من الأكاديميات التابعة للمعهد مثل أكاديمية التصميم والفنون الرقمية وأكاديمية الألعاب الإلكترونية كما شهد عرض اسهامات خريجي المعهد في الأعمال الفنية المقدمة في وسائل الإعلام المصري والعالمي وما قام به شباب أكاديمية المعهد للفنون الرقمية وأقسام الأفلام ثلاثية الأبعاد من أعمال متميزة شاركت في الدراما المصرية.

ولآن الثابت في تكنولوجيا المعلومات هو المتغير لذا يحرص المعهد دائمًا على مراقبة انعكاسات التكنولوجيا واستخداماتها في المجالات المختلفة ويعمل على تطوير برامجه والمنح التدريبية المقدمة بما يتناسب مع متطلبات وتوجهات السوق العالمي وما يشهده من تغير مستمر لمصفوفة المهارات المطلوبة للمنافسة فيه.
حقوق الملكية© وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ١٩٩٩-٢٠٢٣ جميع الحقوق محفوظة.