تتجه الهند - عاصمة العالم في مجال التعهيد الخارجي للأعمال- في الوقت الحالي إلى تعهيد مشاريع البرمجيات والمكاتب الخلفية إلى مصر، حيث تخطط بعض شركات توريد الخدمات مثل ويبرو إلى إرسال المزيد من الأعمال المحلية إلى أكبر الدول العربية سكانًا من أجل تقليل التكاليف علاوة على توافر العمالة المحترفة والماهرة في مصر.
وقد صرحت شركة ويبرو بأن مصر تعدُ موقعًا جاذبًا لخدمات التعهيد الخارجي للأعمال نظرًا لكونها تتيح انخفاضًا في التكلفة بنسبة 10-15% مقارنة بالهند، كما يتوفر بها الكوادر التقنية المطلوبة في جميع لغات البرمجة المختلفة والتي من بينها ويندوز ووينكس.
وقد صرح السيد/ أناند سانكاران - نائب رئيس مجلس الإدارة ومدير المشاريع في الهند والشرق الأوسط بشركة ويبرو - قائلاً: "نحن نعتقد بإمكانية تعهيد 20% من أعمالنا إلى مصر". كما أضاف: "إننا نقوم بالتعهيد الخارجي للأعمال القادمة من الشرق الأوسط والهند إلى مصر".
ولا شك أن المساعدات المشجعة التي توفرها مصر من أجل إعداد العمالة المحلية والتي تتضمن التنازل عن نفقات التدريب فضلاً عن مرتبات الموظفين الجدد تؤهلها لكي تصبح من أقوى المواقع التي تدرس شركات مثل ويبرو جديًا إرسال مزيد من الأعمال إليها.
وقد علّق السيد/ سانكاران على ذلك قائلاً: "إن الحكومة توفر العديد من المساعدات المختلفة فيما يتعلق بتدريب وتعليم الموظفين الجدد، ونحن نخطط لتعيين 400 موظفًا محترفًا في مصر في غضون عامين". هذا ويعمل لدى شركة ويبرو حاليًا 100 موظفًا محترفًا في مركز الشركة بالقاهرة. والجدير بالذكر أنه يوجد حوالي 30.000 طالب درسوا مجالي الكمبيوتر والهندسة من بين 3.30.000 خريجًا في الجامعات المصرية سنويًا.
أما بالنسبة للشركات، فإن انخفاض نسبة الضرائب المفروضة عليها بالإضافة إلى توفر العديد من العوامل المحفزة الأخرى تجعل من مصر مقصدًا جاذبًا للاستثمار. وقد نجحت مصر خلال العام الماضي في جذب استثمارات أجنبية مباشرة بقيمة 13.2 مليار دولار، كما ترغب في جذب استثمارات أجنبية مباشرة مع حلول عام 2010 بقيمة 10 مليار دولار.
وقد صرح دكتور حازم عبد العظيم، رئيس مجلس إدارة هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات قائلاً: "لقد قامت مصر بالفعل بخفض نسبة الضرائب من 40% إلى 20%، كما أن الهيئة تعمل على مساعدة الشركات متعددة الجنسيات من خلال العديد من العوامل المشجعة مثل تقديم المساعدات ذات الصلة بتدريب المتخصصين".
وفي الوقت الذي يبحث فيه العملاء والموردون عن بدائل لوقف ارتفاع التكاليف في ظل ارتفاع معدل تضخم الأجور السنوي بنسبة 10-15% طوال العام الماضي، فإن مصر قد تستطيع مساعدة الشركات في موازنة نفقاتهم على نحوٍ أفضل. وأضاف دكتور حازم قائلاً: "إن انخفاض نسبة تضخم الأجور في مصر والذي يصل إلى 5% مقارنة بنسبة 10-15% في الأماكن الناشئة الأخرى إلى جانب انخفاض نسبة تذبذب الجنيه المصري مقارنة بالدولار، يعكس ثبات تكاليف التشغيل في المنطقة".
وبينما تعدُ شركة ويبرو في الوقت الحالي إحدى شركات تصدير البرمجيات الهندية التي لديها حضور مؤثر في مصر، فإنه من المفهوم أن تقوم شركات أخرى مثل TCS بتقييم الموقع سعيًا لإنشاء مركز تطوير تابع لها في البلاد.
جدير بالذكر أن مصر لا تشكل أي تهديد لسيطرة الهند على صناعة التعهيد العالمية؛ وذلك طبقًا لتعليق دكتور حازم عبد العظيم الذي صرح قائلاً: "فيما يتعلق بقطاعي تكنولوجيا المعلومات والخدمات القائمة عليها، فإن مصر والهند يكملان بعضهما البعض بحيث يستغلان قوتهما من أجل فتح أسواق جديدة وإرساء روابط أشد أوثق بين الشركات المصرية والهندية وتحقيق أفضل استفادة من الإمكانات المتاحة لديهما".
وتتوقع مؤسسة جارتنر أن يتزايد اتجاه استراتيجيات التعهيد لدى الشركات الهندية إلى البلدان الخارجية، وسوف يترتب على ذلك تعهيد أعمال مقدمة من بعض الشركات الهندية التي تتضمن أجزاءً من خدمات عالية المستوى (مثل التصميم والبنية واستشارات المشاريع التجارية) بغرض الحصول عليها من أماكن أخرى من العالم".
وطبقًا لمؤسسة جارتنر للأبحاث، فإن العملاء الهنود سيحتاجون إلى البحث عن الخدمات خارج الحدود الجغرافية لبلادهم شأنهم في ذلك شأن نظائرهم في الغرب.
نبذة عن هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات
تقع هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات في قلب البيئة التقنية الحديثة لقطاع الأعمال بالقرية الذكية، والهيئة عبارة عن جهة حكومية تتصدر الجهود المصرية المبذولة لتطوير قطاع تكنولوجيا المعلومات وزيادة قدرته التنافسية على المستوى العالمي. وتتولى الهيئة، التابعة لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، القيام بالدور المحوري في تطوير صناعة تكنولوجيا المعلومات بتحديد احتياجات الصناعة المحلية وتلبيتها من خلال برامج مخصصة لذلك. علاوة على ذلك، تمثل الهيئة جهة استشارية تعتمد عليها الشركات متعددة الجنسيات التي تستثمر أموالها في قطاع تكنولوجيا المعلومات المصري، فضلاً عن دورها الرائد في تعزيز جوانب حماية الفضاء الالكتروني بمصر وتنمية إطار العمل المعني بحماية البيانات بهدف الوصول إلى مرحلة متقدمة وآمنة من تعهيد الأعمال الإلكترونية وخدمات الأعمال العابرة للحدود.