جاءت مصر فى المركز الأول من بين مناطق العالم الواعدة في تقديم الخدمات العابرة للحدود من حيث تكاليف إقامة الأعمال وذلك تبعا لما اكدته الدراسة التي أصدرتها وحدة التعهيد المعروفة عالميا بكلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية (LSE).
تستعرض الدراسة التي قامت بها كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية أفضل الخيارات من حيث التكلفة للمؤسسات والشركات المنتظر أن تقوم بتعهيد أعمالها وسط الأزمة المالية العالمية. ويذكر أن سوق التعهيد العالمي يقدر ب55 مليار دولار أمريكي ومن المتوقع أن ينمو بنسبة 20 بالمائة سنويا في غضون الخمس سنوات القادمة.
وتناولت نتائج الدراسة مؤشر التكلفة التنافسية كاحد المؤشرات الرئيسية التى تميز المواقع الجغرافية الموفرة لخدمات التعهيد مع حالة الانكماش التجاري والاقتصادي العالمية بالرغم من مواجهة كبار صانعي القرار لبعض القرارات الصعبة حول خفض تكاليف إقامة الأعمال في ظل حالة الركود التي يمر بها العالم.
إن الشركات التي تقوم بتعهيد خدمات تكنولوجيا المعلومات أو عملياتها التجارية إلى مناطق أخرى بعيدة عنها جغرافيا تضع في اعتبارها ثلاث عوامل رئيسية من حيث التكلفة وتتضمن تلك العوامل تكاليف العمالة وتكاليف البنية التحتية وتكاليف الضرائب والحوافز. وفي ظل المطالب التي تواجه الشركات في جميع أنحاء العالم لخفض التكاليف التجارية، ستقوم شركات ومؤسسات عديدة بإعادة النظر في تعهيد أعمالها خارج حدود البلاد بحيث تقوم بتعهيد عناصر معينة من أعمالها إلى الخارج. وتصف الدراسة مصر باعتبارها أكثر مناطق العالم جاذبية وقدرة على المنافسة من حيث التكلفة.
وأكد الأستاذ الدكتور/حازم عبد العظيم، الرئيس التنفيذي لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (إيتيدا) على أن مصر توفر عمالة ومديرين على أعلى مستوى من المهارة وبتكلفة تنافسية مع أكثر من 330,000 خريج سنويا يتمتعون بقدرات لغوية متعددة. علاوة على ذلك فإن مصر تقدم تكلفة تنافسية لشبكات الاتصالات وخدمات الانترنت والكهرباء وإيجارات المكاتب. وتجدر الإشارة أن الإعفاءات الضريبية والأمور التنظيمية والحوافز التي تقدمها مصر للاستثمار تجعل منها وجهة جاذبة للشركات العالمية التي ترغب في تعهيد أعمالها.
وأضاف الدكتور حازم عبد العظيم أن الحكومة المصرية تقدم الدعم الكافي للشركات العالمية لإقامة أعمالهم التجارية فى مصر كما توفر المناخ المناسب وبيئة العمل الجيدة من خلال مجمعات الأعمال مثل القرى الذكية والمناطق الحرة المنتشرة فى القاهرة والمدن الرئيسية. وأشار أيضا الى ان العوامل الرئيسية لجذب الاستثمارات الأجنبية من قطاع خدمات تكنولوجيا المعلومات الى مصر طبقا للتقرير تتمثل فى التكلفة التنافسية و خطوط المواصلات الجيدة والحوافز الحكومية.
واستنادا إلى تحليل إدراك المميزات التنافسية الذي أعده 18 مستشار و محلل دولي، تعد مصر من أكثر الدول جذبا من ناحية عامل التكلفة. واشتملت عناصر تنافسية التكاليف على تكاليف بدء العمل والبنية الأساسية والعمالة. وتشير حقيقة تواجد معظم الشركات في القرى الذكية أو المناطق الحرة إلى أن استراتيجيه الحكومة المصرية في تقديم الحوافز الضريبية والاستثمارية لجذب الأعمال تسير في الاتجاه الصحيح.
نبذة عن هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات
تأسست هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (إيتيدا) في مصر عام 2004 سعياً إلى النهوض بمستوى صناعة تكنولوجيا المعلومات في البلاد، وقد أخذت الهيئة على عاتقها تطوير صناعة تكنولوجيا المعلومات المصرية وتيسير سبل انتشارها. وبفضل الدعم الحكومي منقطع النظير، تسعى الهيئة إلى الاستفادة من مجموعة كبيرة من المزايا والامتيازات التي توفرها لها الحكومة المصرية، كما تعمل على تضافر جهود القطاعين العام والخاص حتى تحظى مصر بمكانة متقدمة بين الدول في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.