وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات
٨ فبراير ٢٠٠٩
من كيجالي إلى الغد

الدكتور/ طارق كامل
وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، جمهورية مصر العربية

مضى عام على انعقاد قمة "ربط أفريقيا" الناجحة التي أقيمت فعالياتها في العاصمة الرواندية كيجالي خلال يومي 29-30 أكتوبر 2007 والتي شهدت حضور حشد من قادة المؤسسات الحكومية والإقليمية والدولية ومؤسسات الأعمال تحت رعاية فخامة الرئيس الرواندي بغية الترويج للاستثمار المستقبلي في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بالقارة السمراء.

ومنذ ذلك الحين، حظيت مصر خلال شهر مايو بشرف استضافة مؤتمر تليكوم أفريقيا 2008؛ الذي انعقدت على هامش فعالياته جلسة لمتابعة نتائج "قمة ربط أفريقيا" تحت عنوان: "أجندة السياسة - من كيجالي إلى الغد". وقد عُقدت جلسة ربط إفريقيا الخاصة خلال فعاليات مؤتمر تليكوم أفريقيا لبحث الأعمال الحالية والمستقبلية المشتركة بين الاتحاد الدولي للاتصالات وشركائه حول سبل تحقيق الأهداف الرئيسية التي انبثقت عن قمة كيجالي، وخصوصًا فيما يتعلق بربط العواصم والمدن الأفريقية الكبرى بحلول عام 2012.

وقد شهدت الجلسة الإعلان عن بعض الالتزامات الهامة الإضافية فيما يتعلق بتدريب القوى العاملة وإجراء الإصلاحات السياسية والتشريعية بما يضمن زيادة الاستثمارات في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الدول الأفريقية.

ونحن نؤيد مبادرة الاتحاد الدولي للاتصالات التي تهدف إلى تضافر جهودنا جميعًا نحو التركيز على ربط أفريقيا ونعتقد أن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات هي فرس الرهان لتمكيننا من تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية. وفي هذا السياق، أطلقت مصر في شهر ديسمبر من عام 2003 مبادرة حاسبات مصر 2010 - شعب متصل بالمعرفة، والتي تمثل مرحلة جديدة من مبادرة حاسب لكل بيت.

وتهدف المبادرة الجديدة إلى تشجيع القطاعات المختلفة من المجتمع المصري على تطوير مستويات متميزة من مهارات الكمبيوتر والإنترنت، الأمر الذي ينعكس على تحسين وتطوير كفاءة الأداء في مختلف القطاعات التي تشمل التعليم والصحة والسياحة والاستثمار وتقديم الخدمات. وتمثل هذه المبادرة نموذجًا متميزًا للشراكة بين القطاعين العام والخاص، حيث توحدت في إطار تلك المبادرة جهود الجهات الحكومية المعنية مع جهود 17 شركة من الشركات الخاصة العاملة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتحقيق الأهداف الوطنية.

وقد كان لي عظيم الشرف أن أترأس مؤتمر وزراء الاتحاد الإفريقي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات لمدة عامين، حيث استضافت مصر الجلسة العادية الثانية لمؤتمر الوزراء الأفارقة خلال شهر مايو 2008 في القاهرة. وقد أبدى الوزراء الأفارقة ومسؤولو الاتحاد الدولي للاتصالات دعمهم لالتزام الاتحاد الأفريقي المتعلق بتنفيذ النتائج التي أسفر عنها الاجتماع على أرض الواقع، وتشمل تلك النتائج تأسيس إطار عمل مرجعي للتنسيق بين السياسات والتشريعات المتعلقة بتنظيم الاتصالات السلكية واللاسلكية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات عبر قارة أفريقيا. وتجدر الإشارة إلى أن دكتور حمدون توريه، الأمين العام للاتحاد الدولي للاتصالات، قد أثنى خلال الجلسة الافتتاحية على النموذج المصري المتميز الساعي نحو تعميق التنمية المتواصلة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في القارة الأفريقية.

وقد أكد الوزراء، خلال الجلسة نفسها، على أهمية المشاريع الرائدة الأحد عشر في إطار خطة العمل الأفريقية الإقليمية حول اقتصاد المعرفة. وتهدف تلك الخطة إلى تحسين العناصر الضرورية الأخرى مثل البنية التحتية والتعليم وبناء القدرات (بما في ذلك تطوير القيادة) وتعزيز دور المرأة والشباب والتمويل وتيسير سبل الحصول على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وقد صدق المجتمعون في قمة الاتحاد الإفريقي التي عقدت في شرم الشيخ خلال شهر يونيو 2008 على النتائج التي أسفر عنها المؤتمر الوزاري.

وعلى صعيد آخر، فإن عملية بناء القدرات لدى المتخصصين في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تمثل أحد التحديات الجوهرية التي تواجه القارة الأفريقية في سعيها نحو سد الفجوة الرقمية وجني الفوائد المنتظرة من تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بغرض استخدامها في التنمية.

 ومن ثمّ، فإن بناء القدرات يمثل أحد المجالات الرئيسية للتعاون المصري مع الشركاء الإقليميين والدوليين، وقد قدمت مصر اقتراحًا بتدريب القيادات الأفريقية في إطار برنامج تطوير المتخصصين في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والذي يعد أحد المشاريع الرائدة في خطة العمل الأفريقية الإقليمية حول اقتصاد المعرفة. ويهدف البرنامج إلى تنمية الخبرات والقدرات الفردية لدى القيادات الشابة الواعدة في الدول الأفريقية مما يمكنهم من دفع عجلة التغيير في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

كما قدمت مصر مقترحًا بالبرنامج التدريبي للمتخصصين في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في أفريقيا، حيث تمخض عن ذلك قيام وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرية بالبدء في أحد المشاريع الإقليمية التي تقدم التدريب المتخصص للخبراء في مجال تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات من القطاعين العام والخاص القادمين من كافة أرجاء أفريقيا.

وتجدر الإشارة إلى أنه منذ تأسيس وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرية عام 1999، وهي لا تدخر وسعًا في بذل مزيد من الجهود المضنية التي كان لها الفضل في تحقيق إنجازات بارزة على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية، وتولي مصر اهتمامًا خاصًا للتعاون مع الشركاء في المنطقة الأفريقية، الأمر الذي أسهم في أن تصبح تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أحد العوامل الكبرى في تحقيق رفاهية القارة السمراء بأكملها.

وقد شهد العام 2007 العديد من النجاحات سواء للوزارة أو لقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المصري حيث تحقق فيه عدد من الإنجازات البارزة، وتركز الخطط المستقبلية للوزارة في الوقت الراهن على إنجاز مشروع وطني رائد للتوسع في البنى التحتية التي تستخدم الترددات واسعة النطاق.

أما بالنسبة لعام 2008، فقد تمثلت المهام الرئيسية في ضرورة الإلمام التام بجميع القضايا التكنولوجية والحكومية، والتوسع في البنية التحتية، وبناء قدرات الموارد البشرية المصرية، وضمان نشر المحتوى العربي الإلكتروني وأخيرًا دعم مجالات تعهيد الأعمال ومراكز الاتصال. وقد استفادت جميع تلك الأنشطة من الجهود المصرية الملحوظة والحضور الكبير لمصر على المسرح الدولي، كما كان لتلك الجهود العالمية المتميزة والحضور الفاعل دور كبير في دعم تلك المساعي المحمودة.

حقوق الملكية© وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ١٩٩٩-٢٠٢٣ جميع الحقوق محفوظة.