افتتح الدكتور/ أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء أعمال المنتدى الرابع لحوكمة وإدارة الإنترنت الذي تستضيفه مصر بمدينة شرم الشيخ في الفترة من 15 إلى 18 نوفمبر الجاري. شهد الافتتاح الدكتور طارق كامل وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والسادة وزراء التعليم العالي والدولة للبحث العلمي، والتضامن الاجتماعي، والتربية والتعليم.
يشارك في فعاليات المنتدى السيد/ شا زوكانج نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الاقتصادية والاجتماعية، والسيد/ روبرت خان أحد واضعي بروتوكول الانترنت المعروف باسم IP، والسيد/ تيم بيرنرز- لي مخترع تكنولوجيا الويب، والسيد/ جيري يانج مؤسس والرئيس التنفيذي لشركة ياهو (Yahoo) أحد أشهر محركات البحث على الشبكة في العالم، كما يشارك في المنتدى أيضاً أكثر من 1600 من الشخصيات العالمية المعنية بقضايا الانترنت يمثلون أكثر من 100 دولة على مستوى العالم من بينهم ما يقرب من 50 وزيراً للاتصالات والمعلومات ومسئولين رفيعي المستوى من عدة حكومات ومنظمات دولية، وكذلك نخبة من رؤساء الشركات العالمية والمنظمات الغير حكومية مثل حمدون توريه أمين عام الإتحاد الدولي للاتصالات، ومساعد مدير اليونسكو عبد الواحد خان، ورئيس الغرفة التجارية الدولية، وكيل المجلس الأوروبي، وذلك بالإضافة إلى عدد من البرلمانيين من الاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة الأمريكية وانجلترا، بالإضافة إلى المفوضة الأوروبية/ فيفيان ريدنج لشئون تكنولوجيا المعلومات، والسفير/ فيل فيفر مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشئون سياسات التكنولوجيا بالإضافة لرئيس منظمة الايكان العالمية.
وعلى مدار أربعة أيام يناقش المنتدى عدداً من القضايا الهامة على مستوى سياسات الانترنت والتي من بينها:
• تحقيق الاستفادة القصوى من الانترنت في شئون التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
• دعم الإتاحة والنفاذ إلى عدد كبير من المستخدمين للشبكة على المستوى العالمي
• ضمان حرية التعدد اللغوي والثقافي على الشبكة.
• تأمين الفضاء الالكتروني وسبل مكافحة الجرائم الإلكترونية وتأمين استخدام الأطفال للشبكة.
• مناقشة وتبادل الخبرات الدولية في مجال إدارة الفضاء الالكتروني وحسن إدارة الموارد التكنولوجية للشبكة.
يأتي انعقاد هذا المنتدى العالمي بشرم الشيخ بناء على رغبة دولية جاءت في توصية للقمة العالمية لمجتمع المعلومات التي عقدت في جنيف عام 2003، وفي تونس في نوفمبر عام 2005، حيث انعقد المنتدى الأول في أثينا باليونان نهاية عام 2006 وتحدثت مصر في جلسة الافتتاح بكلمة رئيسية، وكان المنتدى الثاني في ريودي جانيرو بالبرازيل أواخر عام 2007، وكان اللقاء الثالث بحيدر آباد بالهند في ديسمبر عام 2008، كما يأتي انعقاد هذا المنتدى في مصر انعكاسا واضحاً للقفزات الهائلة التي تحققها مصر في مجال نشر ودعم خدمات الانترنت، التي تؤكدها الإحصائيات التي تشير إلى ارتفاع ملحوظ في عدد مستخدمي الانترنت في مصر خلال العقد الأخير (أكثر من 15 مليون مستخدم)، كما أن مبادرات إتاحة الخدمات التي أطلقتها مصر سمحت لشريحة واسعة من المجتمع المصري بالاستفادة من خدمات الانترنت على أوسع نطاق.
وصرح الدكتور/ طارق كامل وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ورئيس المنتدى في دورته الحالية "أن مصر تسعى من خلال مبادراتها المتعددة إلى إتاحة النفاذ إلى شبكة المعلومات الدولية لجميع شرائح المجتمع وفئاته، في ذات الوقت الذي اهتمت فيه مصر بتأمين استخدام الشبكة للأطفال وتوفير بيئة معلوماتية آمنة لهم، حيث تتوفر لدى جميع موردي خدمات الانترنت في مصر برامج خاصة بتنقية المحتوى وتوفير شبكة آمنة للأسرة والأطفال.
وأضاف أن مصر قد دعمت الجهود الرامية إلى تعظيم المحتوى العربي على الشبكة وتنميته، وكان لنا جهوداً كبيرة في مجال التأكيد على ضمان التعدد الثقافي واللغوي على الشبكة الدولية، وينطلق اهتمام الحكومة المصرية بشكل عام بشبكة الانترنت إيماناً منها بتعاظم دور الشبكة على كافة المستويات حول العالم، فيوماً بعد يوم تحتل الشبكة موقع الصدارة في مجالات البحث العلمي والإعلام والصناعة والتجارة وخدمات المواطنين".
وقد عٌقد على هامش المنتدى ورشة عمل تفاعلية هامة حول الاتجاهات الحالية التي تؤثر على صناعة تعهيد خدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في ضوء الأزمة العالمية الاقتصادية، وذلك بالتعاون بين هيئة تنمية تكنولوجيا المعلومات ومنظمة التعاون والتنمية (OCED) يتم من خلالها إلقاء الضوء على التطورات الأخيرة التي طرأت على صناعة التعهيد، وتأثيرات الأزمة المالية العالمية على صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتغيرات السوق التي ستشكل هذه الصناعة في المستقبل. يشارك في ورشة العمل نخبة من الشخصيات المصرية والدولية المتخصصين في صناعات تكنولوجيا المعلومات والشركات المتعددة الجنسيات.
وتضم قائمة المتحدثين الرئيسيين فيها السيدة/ نانسي توماس نائب الرئيس التنفيذي لشركة آي بي إم IBM، وكيران كارنيك عضو مجلس إدارة اتحاد منتجي البرمجيات والخدمات الهندي NASSCOM، وديتليف هوتش مدير عام شركة ماكينزي، ورانديب سودان أخصائي سياسات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بالبنك الدولي، وجراهام فايكري رئيس مجموعة اقتصاد المعلومات بمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية OECD ، وجون ثيوركوف رئيس مراكز التميز الخاصة بمجموعة شركات كريديت سويس العالمية الرائدة في الخدمات المالية.
هذا وتتواصل المناقشات في المنتدى حول دراسة العديد من السبل لتحسين نفاذ الجميع على الإنترنت، وتعزيز المضمون المحلي والتنوع الثقافي، وضمان سلامة الإنترنت ومكافحة الجريمة الالكترونية؛ وإدارة الموارد الرئيسية للإنترنت، ومنها نظام أسماء النطاقات وعناوين بروتوكولات الإنترنت، ونظم الخوادم الرئيسية للشبكة، والمعايير التقنية للبروتوكولات الجديدة، والربط والاتصالات السلكية واللاسلكية.
وسينظر المنتدى أيضاً في تأثير استخدام الشبكات الاجتماعية (شبكات التعارف) مثل نظام فيس بوك، ونظام يوتيوب وغيرها التي تعاظمت بتأثيرها وشعبيتها طوال السنوات القليلة الأخيرة، وأصبحت أساسية للوصول إلى جمهور أوسع. وإنّ استمر تأثيرها لا يقتصر على الحياة اليومية للشباب الذين كانوا من أوائل المستخدمين لها فحسب، ولكنها أثّرت على كل مجال وفي أي نشاط، وكذلك التطرق إلى ازدياد الحاجة إلى طرق جديدة تتعلق بالخصوصية وحماية البيانات، والقوانين المطبَّقة على المحتوى الذي ينتجه المستخدمون، ومواد خاضعة لحقوق التأليف والنشر.
يشتمل المنتدى على 10 جلسات رئيسية بالإضافة لجلسة الافتتاح، كما يشتمل على 105 ورشة عمل مختلفة على مدى 4 أيام هي فترة انعقاد المنتدى.
هذا وقد سبق انعقاد المنتدى لقاءات تحضيرية واستعدادات مصرية ودولية عديدة . ففي 29 يناير 2009 كان المكتب التنفيذي لمجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات قد قرر في دورته العادية الخامسة والعشرين بمقر الأمانة العامة بالقاهرة دعوة الإدارات العربية إلى تكثيف المشاركة في الاجتماعات التشاورية التي ستعقد في جنيف، والإعداد للمنتدى العالمي الرابع لإدارة الانترنت. وطلب المكتب التنفيذي من الأمانة العامة تعميم التقرير الذي سيصدره فريق العمل الافتراضي حول الموضوعات التي قد ترغب الإدارات العربية إضافتها إلى أعمال المنتدى العالمي الرابع لإدارة الانترنت، وأولوية الموضوعات المطروحة، والمقترحات بشأن تنظيم وتوحيد المواقف العربية خلال الاجتماعات التشاورية في جنيف، واجتماعات الأيكان والمنتدى العالمي الرابع لإدارة الانترنت.
وفى مصر نظمت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات جلسة بعنوان "إدارة الإنترنت من منظور القطاع الخاص" خلال فعاليات مؤتمر القاهرة الدولي للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، في فبراير
الماضي بمشاركة خبراء دوليين مثل السيد السفير/ ماركوس كومر المنسق العام للمنتدى، وممثلو عدد من الشركات العالمية المشاركة في المعرض. حيث ناقشت الجلسة موضوع إدارة الإنترنت من منظور القطاع الخاص. وجاء انعقاد هذه الجلسة في إطار استعدادات مصر لاستضافة المنتدى الدولي الرابع لإدارة الانترنت (IGF-09) المنبثق عن هيئة الأمم المتحدة بناءًا على دعوة سكرتيرها العام السابق السيد/ كوفي عنان، بهدف خلق مساحة للحوار ولمناقشة القضايا والسياسات الخاصة بإدارة شبكة الإنترنت في العالم.
وفى مارس الماضي أعلنت مصر رسمياً أهمية قيام منتدى إدارة الانترنت المقرر واستضافتها له في شرم الشيخ لمناقشة جميع الجوانب ذات الصلة بمستقبل إدارة شبكة الانترنت بشكل شامل ومتوازن بما يضمن تحقيق مصالح جميع الأطراف وعلي رأسها الدول النامية التي تسعي لزيادة قدراتها في النفاذ إلي الشبكة وتقليل تكلفة الاتصال من خلالها إلى جانب التأكيد علي أهمية التعددية اللغوية للانترنت.
حيث تم التأكيد على أهمية الحفاظ علي دور المنتدى في مخاطبة الجوانب التنموية لشبكة الانترنت واهتمامات الشباب والأجيال الناشئة وتصدي لمحاولات البعض بإقحام عدد من الجوانب السياسية غير ذات الصلة بجوهر إدارة الانترنت لتكون محور مناقشات المنتدى في اجتماعه القبل بمصر مؤكدا ضرورة الحفاظ علي التوازن في تناول المنتدى لجميع القضايا ذات الصلة بالانترنت وهي النفاذ للشبكة وتأمين الانترنت والتنوع في الانفتاح دون التركيز علي أي منها علي حساب الأخر .
وتعتبر مسألة تأمين شبكة الانترنت وحماية الأطفال من الاستخدام غير الآمن لها كانتا من بين أهم محاور النقاش في الاجتماعات التحضيرية التي شارك فيها ممثلون عن الدول المتقدمة والنامية إضافة إلي مؤسسات القطاع الخاص والمجتمع المدني المعنية بالانترنت كما أظهرت الاجتماعات التحضيرية في جنيف اهتمام مجتمع الانترنت العالمي بتحقيق تقدم خلال اجتماع المنتدى في شرم الشيخ في معاجلة مسألة حماية الأطفال والأجيال الناشئة من الاستخدام الضار للشبكة باعتبارها من المسائل التي تحظي بتوافق دولي وهو الأمر الذي يتناغم مع الاهتمام الذي توليه مصر لهذه المسألة.
يعد منتدى حوكمة الإنترنت (IGF) من المنتديات متعددة الأطراف المعنية بحوار السياسات فيما يتعلق بقضايا حوكمة الإنترنت. وقد أعلن الأمين العام للأمم المتحدة في يوليو عام 2006 عن تأسيس منتدى حوكمة الإنترنت رسميًا باعتباره من بين نتائج القمة العالمية لمجتمع المعلومات. ويعد المنتدى من أهم مخرجات القمة العالمية لمجتمع المعلومات إذ كان الإعلان عنه بمثابة بدء مرحلة جديدة من مراحل التعاون متعدد الأطراف، كما يعد فرصة سانحة لسد الفجوات الموجودة بين مختلف الأطراف ولإشراك الدول النامية في الجدل القائم حول الإنترنت دولياً.