وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات
٧ مارس ٢٠٢٢
وزير الاتصالات يلقي كلمة خلال ندوة "مصر الرقمية رؤية وتنفيذ" بالجامعة الألمانية بالقاهرة

أكد الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أن الجائحة ساهمت في تسريع وتيرة التحول الرقمي ونمو الطلب على صناعة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات؛ موضحًا أن أبرز سمات الواقع الجديد بعد الجائحة هو تكريس أهمية التحول الرقمي كنموذج عمل أساسي ومحرك لتنمية أعمال القطاع الخاص، بالإضافة إلى تغير طبيعة الوظائف في ضوء التوقعات بنمو الطلب على المتخصصين في علوم البيانات والأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي وغيرها من الوظائف التكنولوجية؛ موضحًا أن العصر الحالي يشهد تناميًا في أهمية البيانات كثروة محركة للتقدم وخدمة المواطنين فيما يبرز تحدي التأكد من دقة البيانات، حيث زادت الحاجة إلى نظم الذكاء الاصطناعي لمضاهاة البيانات وتصحيحها على نحو رقمي.

وجاء ذلك في كلمة الدكتور عمرو طلعت مساء أمس خلال ندوة "مصر الرقمية - رؤية وتنفيذ" التي نظمتها الجامعة الألمانية في القاهرة، بحضور الدكتور ياسر حجازي رئيس الجامعة، والسفيرة نهاد زكري مدير إدارة تخطيط السياسات الدولية بالجامعة، والسادة عمداء الكليات وأعضاء هيئة التدريس وطلاب الجامعة.

وفى كلمته خلال الجلسة، أكد الدكتور عمرو طلعت أن التحول الرقمي هو الدعامة الأساسية في تحقيق أهداف التنمية الشاملة والمستدامة ومواجهة تحديات المناخ وزيادة كفاءة المنظومات الإدارية وتوفير فرص العمل؛ موضحًا أنه وفقًا لتحليلات بيوت الخبرة، قامت الجائحة بتقليص مدة عملية تبنّي التكنولوجيا للأفراد والشركات إلى خُمس المدة المطلوبة قبل الجائحة، ووفقًا لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، فإن ما يقرب من 70% من الشركات الصغيرة والمتوسطة عالميًا كثفت جهودها للتحول الرقمي، فيما أظهرت إحصاءات مختلفة زيادة نسب استخدام الإنترنت أثناء الجائحة بنسب بين 50-70% مقارنةً بمستويات الاستخدام قبل الجائحة، فضلًا عن تنامي استهلاك المواطنين للمحتوى الرقمي وبناء الشركات والأفراد للمنصات الرقمية؛ مشيرًا إلى أنه مع بداية الجائحة زادت نسب استخدام الإنترنت في مصر بنسبة 100%، فيما زادت ساعات الذروة من ثلاث ساعات إلى 16-18 ساعة.

ولفت الدكتور عمرو طلعت إلى أن العالم يشهد تغيرًا في ديناميكيات العمل والأنشطة الاقتصادية مما نتج عنه إعادة تشكيل تفضيلات الأفراد وأولويات القطاعات المختلفة، حيث زاد التوجه نحو العمل عن بُعد على مستوى العالم ليصل وفقًا لاستطلاع أجراه أحد بيوت الخبرة إلى 60%، وتعاظمت أهمية كلٍ من مراكز البيانات والحوسبة السحابية، وزاد التوجه نحو التحول الرقمي في التعليم في ضوء التوقعات باستمرار نظام التعليم الهجين، كما تعاظمت أهمية المهارات الرقمية بمختلف مستوياتها؛ مشيرًا إلى أن الجائحة استحدثت متطلبات لتسهيل حياة المواطنين، شملت توفير الخدمات الرقمية، وإتاحة النفاذ الى الإنترنت، وإيجاد آليات للعمل عن بُعد، فضلًا عن زيادة الاهتمام بالابتكار والتدريب.

واستعرض الدكتور عمرو طلعت الجهود التي بذلتها وزارة الاتصالات تكنولوجيا المعلومات لمواكبة متطلبات الواقع الجديد من خلال العمل على التحول إلى مجتمع رقمي متكامل، حيث تم إطلاق أكثر من 125 خدمة حكومية على منصة مصر الرقمية، كما يتم العمل على انتقال الحكومة إلى العاصمة الإدارية الجديدة كحكومة تشاركية لا ورقية، بالإضافة إلى تطوير تطبيقات باستخدام الذكاء الاصطناعي بمركز الابتكار التطبيقي؛ موضحًا أنه في إطار العمل على إتاحة النفاذ إلى الإنترنت، تم رفع كفاءة الشبكة من خلال مشروع تم البدء في تنفيذه مع أوائل 2019 لتطوير البنية التحتية المعلوماتية بما ساهم في تضاعف سرعة الإنترنت حوالى ثمانية أضعاف، لتصبح مصر الأولى في إفريقيا في سرعة الإنترنت، كما تم بدء في مشروع يستهدف ربط القرى بكابلات الألياف الضوئية لتوصيل الإنترنت فائق السرعة لعدد 3.5 مليون منزل لخدمة 60 مليون مواطن بقرى مبادرة "حياة كريمة" خلال ثلاث سنوات.

وأضاف الدكتور عمرو طلعت أنه يتم العمل على تهيئة البيئة المحفزة للابتكار وإتاحة التدريب المتخصص للشباب في المحافظات، حيث تم إنشاء سبعة مراكز إبداع كمرحلة أولى، ويتم حاليًا إنشاء 14 مركزًا جديدًا كمرحلة ثانية؛ كما تم مضاعفة أعداد المتدربين على المهارات الرقمية 50 ضعفًا، وزادت ميزانية التدريب التقني 22 ضعفًا خلال ثلاث سنوات، لتصل إلى مستهدف 200 ألف متدرب بميزانية 1.1 مليار جنيه خلال العام المالي الحالي، كما تم إنشاء جامعة مصر للمعلوماتية، وإطلاق المبادرات التي تهدف الى صقل مهارات الشباب في العمل الحُر وتشجيعهم على العمل عن بُعد ومنها مبادرة "مستقبلنا رقمي".

وعقب كلمته، دار حوار مفتوح بين السيد الوزير والطلاب الحاضرين، حيث تم طرح عدد من الاستفسارات والأسئلة حول استراتيجية مصر الرقمية. وردًا على استفسار حول الاعتماد على البيانات لاتخاذ القرارات، أشار الدكتور عمرو طلعت إلى أن التحول الرقمي ضرورة حتمية لتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين وحوكمة الأداء ودعم اتخاذ القرار بصورة أكثر دقة بناءً على أسس علمية سليمة.

وفيما يتعلق بالتخصصات ذات الأولوية، أوضح الدكتور عمرو طلعت أن هناك منظومة هرمية من التخصصات التي يتم التركيز عليها؛ مشيرًا إلى الاهتمام ببناء المنظومات البرمجية، ثم يتم الصعود في سلم القيمة إلى تحليل البيانات والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، ثم يتم الصعود في سلم القيمة إلى صناعة مراكز البيانات والتصميم الإلكتروني والبرامج المدمجة؛ منوهًا إلى أنه يتم إنشاء مركز في مدينة المعرفة في العاصمة الإدارية الجديدة للتصميم الإلكتروني، يضم أربعة معامل وسيتم من خلاله استضافة الشركات العاملة في هذا المجال؛ داعيًا الشباب إلى المشاركة في مبادرات وبرامج الوزارة لبناء القدرات الرقمية والتي تتميز بتنوعها واختلاف مستوياتها بحيث تشمل كافة التخصصات.

وحول مساهمة المرأة في العمل بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أكد الدكتور عمرو طلعت أن المرأة المصرية قادرة على المنافسة في سوق العمل وتولي المناصب القيادية؛ مشيرًا إلى أن المبادرات التي تقدمها الوزارة وترتكز على التعليم عن بُعد والتدريب الهجين تسهم في تمكين المرأة من التدريب والعمل عن بُعد وبالتالي مساعدتها في مواجهة التحدي الخاص بالوفاء بمسئوليتها الاجتماعية تجاه أسرتها وتحقيق رغبتها في بناء مستقبلها.

كما أجاب الدكتور عمرو طلعت عن استفسار حول آليات جذب الشركات العالمية للتوسع في مصر، حيث أوضح جهود الوزارة في زيادة أعداد الكوادر البشرية المدربة بشكل احترافي لتوفير المهارات التي تتطلبها الشركات، لا سيما وأن الكثير من الشركات الكبرى لها مراكز للتعهيد في مصر تعتمد فيها على الخبرات المصرية.

حقوق الملكية© وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ١٩٩٩-٢٠٢٣ جميع الحقوق محفوظة.