أكد الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات حرص الدولة على تعزيز ثقافة الإبداع التكنولوجي ودعم رواد الأعمال والشركات الناشئة لوضع مصر على الخريطة العالمية في مجال ريادة الأعمال، وتطوير القدرات التنافسية للدولة في صناعة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وبناء مصر الرقمية من خلال الاستفادة من الحلول التكنولوجية المبتكرة لخدمة المواطنين في كافة المجالات.
جاء ذلك في كلمة الدكتور عمرو طلعت خلال جلسة مناقشة عامة بمجلس الشيوخ برئاسة المستشار عبد الوهاب عبد الرازق رئيس المجلس، حيث استعرض الدكتور عمرو طلعت سياسة الحكومة بشأن منظومة الابتكار والإبداع التكنولوجي وريادة الأعمال لمواجهة التحديات المختلفة التي تواجه المبتكرين ورواد الأعمال وجميع الأطراف المعنية بما يتواكب مع المستجدات التكنولوجية المتسارعة.
وأضاف الدكتور عمرو طلعت أن رعاية وتنمية الإبداع الرقمي تعد أحد محاور استراتيجية مصر الرقمية التي تنفذها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والتي تشمل أيضًا التحول الرقمي وبناء القدرات الرقمية؛ موضحًا أنه يتم تنفيذ خطة تستهدف إنشاء مركز إبداع رقمي في كل محافظة لتهيئة البيئة المحفزة للابتكار التكنولوجي في كافة أنحاء الجمهورية، ودعم إنشاء وتطوير قدرات الشركات الناشئة، والتشبيك بين الشباب والمستثمرين وكبرى الشركات العالمية والمحلية العاملة في مجالات دعم الإبداع وريادة الأعمال، حيث تم تنفيذ المرحلة الأولى للمشروع خلال العامين ٢٠٢٠ و٢٠٢١ وتضمنت إنشاء ٨ مراكز إبداع في المنوفية والمنصورة والمنيا وسوهاج وقنا وأسوان والإسماعيلية والقاهرة، فيما يتم حاليًا تنفيذ المرحلة الثانية للمشروع التي تتضمن إنشاء ١٤ مركزًا للإبداع في المحافظات.
كما أوضح الدكتور عمرو طلعت أنه يتم التعاون مع كبرى الشركات العالمية المتخصصة في مجال الحاضنات التكنولوجية وتسريع الأعمال لإدارة مراكز إبداع مصر الرقمية لنقل الخبرات العالمية وتسليط الضوء على الشركات الناشئة المصرية، وتدريب العاملين في إدارة برامج احتضان وتنمية الشركات الناشئة على أفضل الممارسات العالمية، فضلًا عن إتاحة برامج تدريبية للشباب وتقييم نماذج وجدوى أعمالهم وتقديم الاستشارات الفنية والتسويقية وكذلك إقامة محافل التشبيك لجذب الاستثمارات للشركات الناشئة في مصر، لافتًا إلى أنه يتم تنفيذ برامج متكاملة داخل هذه المراكز لرعاية الإبداع في كافة مراحله وتشمل العصف الفكري لبلورة الأفكار المبتكرة، وبناء خطة متكاملة تمهيدا لتأسيس الشركة، وإنشاء الشركة، ومحافل للتشبيك لجذب الاستثمارات، واحتضان الشركات لتقديم استشارات متنوعة، والتدريب، مشيرًا إلى أن المرحلة الأولى من المشروع تم خلالها تدريب نحو ٦٢ ألف متدرب واحتضان ثلاث شركات ناشئة وتنفيذ برامج ما قبل الاحتضان لعدد ٧ شركات ناشئة.
واستعرض الدكتور عمرو طلعت الجهود المبذولة لدعم الإبداع التكنولوجي ورواد الأعمال من خلال جذب شركات عالمية مرموقة في كافة مراحل نمو الشركات الناشئة؛ حيث تم التعاون مع جامعة MIT في وضع استراتيجية لتحفيز ريادة الأعمال المعتمدة على الإبداع في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالتعاون مع الشركات المرموقة والمستثمرين والجامعات؛ بالإضافة الى إطلاق استراتيجية خاصة لجذب الاستثمارات في الشركات الناشئة بالتعاون مع شركة "ديلويت" Deloitte الاستشارية، كذلك يتم تنفيذ برامج متخصصة لرعاية مشروعات البحوث التطبيقية؛ موضحًا أنه يتم إنشاء مدينة المعرفة في العاصمة الإدارية الجديدة كمركز متكامل لكافة محاور بناء القدرات التكنولوجية ورعاية الإبداع الرقمي بما تشمله من مركز الابتكار التطبيقي وتصميم الإلكترونيات، وجامعة مصر للمعلوماتية، ومركز ابتكار التكنولوجيات المساعدة، بالإضافة إلى مركز للتدريب يضم كلا من معهد تكنولوجيا المعلومات والمعهد القومي للاتصالات.
وأكد الدكتور عمرو طلعت أنه يتم تنفيذ خطة لتنمية قطاع الشركات الناشئة التكنولوجية من خلال محورين رئيسيين هما زيادة حجم الاستثمارات، والتصدي للتحديات التي تواجه الشركات ووضع خطط عمل لها حيث تم في هذا السياق توقيع بروتوكول مع كلا من الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، والهيئة العامة للرقابة المالية لتحسين عدد من الإجراءات؛ مشيرًا إلى ازدهار قطاع ريادة الأعمال والشركات الناشئة في مصر، حيث بلغت نسبة النمو في استثمارات الشركات الناشئة نحو ١٥٧% لتتضاعف من ١٩٠ مليون دولار بعدد ١١٧ صفقة في عام ٢٠٢٠، إلى ٤٩٠ مليون دولار بعدد ١٤٧ صفقة خلال عام ٢٠٢١، منوهًا إلى أن الشركات الدولية تمثل ٣٢% من بين جميع المستثمرين في الشركات المصرية الناشئة في ٢٠٢٠؛ موضحًا أن مصر احتلت المركز الثاني على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من حيث عدد الاستثمارات في الشركات الناشئة وفقًا لتقرير "ماجنيتmagnitt "، والمركز الثاني من حيث مناخ ريادة الأعمال على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وفقًا لتقرير "ومضة “wamdaبينما شغلت المركز الأول في التكنولوجيا المالية في الشرق الأوسط وفقًا لتقرير "بلينك .Blink"
وأوضح الدكتور عمرو طلعت أنه في إطار العمل على تحسين بيئة العمل والاستثمار في الشركات الناشئة وجه السيد رئيس الجمهورية نحو اتخاذ عدد من إجراءات الدعم وهى تأسيس الشركات عن طريق الإخطار رقميًا من خلال منصة تقام لهذا الغرض، وذلك في إطار إزالة جميع المعوقات أمام الشركات الناشئة ورواد الأعمال، والسماح بفتح الشركات الافتراضية دون التقيد بضرورة وجود مقر فعلى لها، وذلك بهدف توفير النفقات والتسهيل على تلك الشركات، وتسهيل اشتراطات إقامة شركات الفرد الواحد، والتوسع في إقامة المناطق التكنولوجية الاستثمارية الحرة، وكذا التوسع في الإعفاءات الضريبية للشركات الناشئة، بالإضافة إلى تفعيل القوائم البيضاء لاستيراد المكونات الإلكترونية للشركات المتخصصة.