دشن اليوم الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، يرافقه اللواء عمرو حنفي محافظ البحر الأحمر والمهندس عادل حامد الرئيس التنفيذي للشركة المصرية للاتصالات الكابل البحري الجديد المملوك بالكامل للشركة المصرية للاتصالات Red2Med الذي يبدأ من نقطة إنزال رأس غارب بمحافظة البحر الأحمر إلى محطة الإنزال في مدينة بورسعيد بالبحر المتوسط عبر المسار الذهبي في طريق المرشدين (ICE)؛ حيث يعد الكابل أقصر وأسرع مسار لنقل البيانات بين الشرق والغرب وأكثرها تأمينًا، كما أنه يعد نقلة نوعية في مسارات العبور للكابلات البحرية بين الشرق والغرب والربط بين قارات أفريقيا وأوروبا وآسيا. الأمر الذي يُعزز من مكانة مصر كمركز عالمي لنقل البيانات ويرفع من كفاءة البنية التحتية للاتصالات الدولية في مصر.
هذا وقد استمع الدكتور عمرو طلعت إلى شرح مفصل من مسئولي الشركة المصرية للاتصالات حول خططها الاستراتيجية المستقبلية للتوسع في شبكتها الدولية عبر الكابلات البحرية الدولية للربط بين الشرق والغرب، وأهمية نظام الكابل البحري Red2Med الذي يبدأ بالبحر الأحمر مرورًا بقناة السويس وصولًا إلى البحر المتوسط.
كما قام الدكتور عمرو طلعت برفع العلم المصري لحظة وصول سفينة الإنزال البحري إلى شاطئ رأس غارب ليعلن بذلك نجاح عملية إنزال نظام الكابل البحري الجديد Red2Med .
وفى كلمته، أوضح الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أن تدشين نظام الكابل البحري الجديد Red2Med يأتي استكمالًا للنجاحات التي تحققها مصر في مجال الكابلات البحرية الدولية في ضوء حرص وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على الاستثمار الأمثل للموقع الجغرافي المتفرد لمصر والذي يمنحها ميزة استراتيجية كبرى حيث تمرر عبر أراضيها أكثر من 90% من البيانات بين الشرق والغرب؛ موضحًا أن تنفيذ الكابل الجديد ومسار طريق المرشدين ظل حلم يراود قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لمدة ٢٠ عامًا وتم تنفيذه في عام واحد فقط، كما أن إطلاقه اليوم وإتاحته للدول التي تعتمد على مصر في تمرير البيانات يعد خطوة وثابة في تعزيز مكانة مصر الاستراتيجية في هذا المجال.
وأضاف الدكتور عمرو طلعت أن الجهود المبذولة في تطوير البنية التحتية المعلوماتية أدت إلى تضاعف متوسط سرعة الإنترنت الثابت في مصر لتصبح الأولى على مستوى قارة أفريقيا في متوسط سرعة الإنترنت الثابت.
من جانبه قال المهندس عادل حامد العضو المنتدب والرئيس التنفيذي للمصرية للاتصالات أن إنزال كابل Red2Med يعد خطوة فريدة من نوعها ونقلة نوعية في مجال الكابلات البحري، تعزز مكانة مصر كمحور إقليمي لنقل البيانات بين الشرق الغرب، مضيفًا "سعداء بتنفيذ هذا الكابل الذي يهدى للعالم مسارًا متميزًا لنقل البيانات وهو الأقصر والأسرع والأكثر أمانًا"، مؤكدًا على استمرار الشركة في الاستثمار في تطوير وتحديث بنيتها التحتية الدولية بما يعزز من كفاءة خدمات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مصر والمنطقة.
هذا ويعد الكابل البحري Red2Med رقم ١٥ للشركة المصرية للاتصالات، ويتكون من ثلاثة قطاعات تتميز ببعدها عن المسارات العامة المعتادة، حيث يبدأ جنوبًا من وصلة الفيسطون البحرية للبحر الأحمر التي تربط محطات الإنزال في البحر الأحمر، رأس غارب والزعفرانة والسويس، ثم يمتد شمالًا إلى مسار (ICE) على طول الضفة الغربية لقناة السويس بطول 200 كيلومتر ليربط بين محطة إنزال السويس 2 ومحطة إنزال بورسعيد 2، ليتصل أخيرًا بوصلة الفيسطون البحرية للبحر الأبيض المتوسط التي من المقرر أن تربط بين محطات الإنزال في البحر المتوسط، ليدعم بذلك اتصالاً دوليًا أفضل بين الشرق والغرب، ويصبح أقصر وأسرع المسارات التي تربط بين القارات الثلاث أوروبا وإفريقيا وآسيا.
الجدير بالذكر أن الشركة المصرية للاتصالات قد خطت خلال السنوات الماضية خطوات واسعة نحو تطوير بنيتها التحتية الدولية والمحلية لتحافظ على ريادتها لسوق الاتصالات المصري، وفى الوقت نفسه تعزز من موقع مصر الاستراتيجي المتميز في مجال الاتصالات إقليميًا ودوليًا حيث تستثمر على نطاق واسع في البنية التحتية لأنظمة الكابلات البحرية لتوفير أقصر الطرق وأكثرها اعتمادية للربط بين آسيا وأفريقيا وأوروبا، وتعظيم الاستفادة من الموقع الجغرافي لمصر وتعزيز مركزها الاستراتيجي كنقطة ارتكاز إقليمية وعالمية لحركة البيانات وبوابة ربط لمنطقة أفريقيا والشرق الأوسط بأوروبا، مما يجعلها من الأسواق الواعدة في مجال مراكز البيانات المتنامي بشكل سريع.
ولتحقيق هذا الهدف ضخت المصرية للاتصالات استثمارات ضخمة وصلت إلى نحو نصف مليار دولار خلال السنوات العشر الأخيرة، من أجل تعزيز وتطوير البنية التحتية الدولية من محطات إنزال ومسارات أرضية تربط بينها، كما استثمرت نحو نصف مليار دولار أخرى في نفس الفترة لتوسيع نطاق شبكتها جغرافيًا عن طريق الدخول كعضو في التحالفات الدولية المالكة للكابلات البحرية العابرة لجمهورية مصر العربية، ليصل إجمالي استثمارات الشركة في البنية التحتية إلى أكثر من مليار دولار خلال السنوات العشر الأخيرة.
وتوجت كل هذه الجهود بافتتاح السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي لعدد من مشروعات تطوير البنية التحتية للاتصالات الدولية للمصرية للاتصالات خلال الاحتفال بافتتاح عدد من مشروعات "مصر الرقمية" وكان على رأسها افتتاح مركز البيانات الدولي بالقرية الذكية وافتتاح محطات الإنزال في رأس غارب والزعفرانة وسيدي كرير.
حضر مراسم التدشين، المهندس محمد نصر الدين مساعد وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للبنية المعلوماتية الدولية، وعدد من قيادات الشركة المصرية للاتصالات.