أكد الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أن بناء الإنسان العربي هو حجر الزاوية لأى نهضة رقمية تتطلع إلى تحقيقها الشعوب العربية، وذلك لن يتأتى إلا من خلال إعداد جيل قادر على تطويع مختلف التكنولوجيات لصالح المجتمع، مشيرًا الى أن الشباب العربي متى أتيحت له الفرصة لتحصيل المعرفة والعلم اللازم فإنه قادر على بناء مجتمع رقمي؛ موضحًا الجهود التي تبذلها مصر لتوسيع قاعدة الكوادر الرقمية المتمكنة من أدوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وذلك من خلال إطلاق عدد من المبادرات التي يتم تنفيذها وفقًا لمجموعة من المحددات منها: صقل المتدربين بمجموعة مهارات متكاملة من مهارات تقنية وشخصية، وقدرات لغوية، وإتاحة خبرات عملية متخصصة لهم تساعدهم وتدعمهم لخوض غمار المنافسة بفاعلية في سوق العمل المحلى والإقليمي والدولي، وكذلك إتاحة التدريب في التخصصات التقنية المطلوبة في سوق العمل الحالي والمستقبلي، وإقامة شراكات مع الجامعات الدولية المرموقة والشركات العالمية العاملة في مصر لبناء مسارات تدريبية مختلفة للشباب.
جاء ذلك خلال مشاركة الدكتور عمرو طلعت في جلسة "تجسير الحدود – تعاون رقمي" ضمن فعاليات منتدى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للشرق الأوسط وشمال أفريقيا MENA ICT Forum 2022 في الأردن؛ وذلك بمشاركة المهندس أسامة السعداوي وزير الدولة لريادة الأعمال والتمكين بدولة فلسطين، والسيد إسحاق سدر وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بفلسطين. أدار الجلسة السيد أحمد الهنانده وزير الاقتصاد الرقمي والريادة بالمملكة الأردنية الهاشمية.
كما أوضح الدكتور عمرو طلعت في كلمته أن استراتيجية مصر الرقمية التي أطلقتها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تشمل 3 محاور هي: التحول الرقمي ورقمنة الخدمات الحكومية، وتنمية القدرات الرقمية؛ وتهيئة البيئة الداعمة للإبداع وريادة الأعمال وترتكز على ركيزتين هما إعداد الإطار التشريعي اللازم، وتطوير البنية التحية الرقمية بشقيها المحمول والإنترنت الثابت، إلى جانب البنية التحتية الرقمية الدولية حيث يمر عبر الأراضي المصرية ومياهها الإقليمية أكثر من 90% من حركة البيانات بين الشرق والغرب، مؤكدًا أن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات حقق معدل نمو 16% ويعد هو الأعلى نموًا بين قطاعات الدولة على مدار 4 سنوات متتالية.
وأضاف الدكتور عمرو طلعت أنه تم إعداد مسار تدريبي متكامل بدءا من الصف الأول الإعدادي لطلاب المدارس مرورًا بتدريب طلاب الجامعات سواء في كليات متخصصة أو من تخصصات أكاديمية مختلفة ويرغبون في تغيير مسارهم المهني وحتى توفير برامج متخصصة للدراسات العليا، كما تم إنشاء جامعة مصر للمعلوماتية وهي أول جامعة متخصصة في الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والمجالات المرتبطة بها في إفريقيا، حيث يتم منح شهادة مزدوجة بالتعاون مع جامعة بيردو الأمريكية.
وأشار الدكتور عمرو طلعت إلى أنه تم البدء في إنشاء مراكز ابداع مصر الرقمية في مختلف المحافظات لخلق مناخ محفز للفكر الابتكاري حيث يتم استضافة رواد الأعمال وتوفير سلسلة من الأنشطة والفعاليات تشمل معسكرات العصف الذهني، ومسرعات الأعمال، واحتضان الشركات، بالإضافة إلى إقامة محافل للتشبيك مع المستثمرين، مضيفًا أنه تم إنشاء 8 مراكز للإبداع، ويتم حاليًا إنشاء 10 آخرين سعيًا للوصول إلى 30 مركزًا موزعة على محافظات الجمهورية بحلول 2024؛ منوهًا إلى تضاعف حجم الاستثمارات الأجنبية في الشركات الناشئة المصرية بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في 2021 عن العام الذي يسبقه كما أنه من المتوقع أن يتضاعف مرة أخرى في العام الحالي.
يذكر أن منتدى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للشرق الأوسط وشمال أفريقيا يعد واحدًا من أشهر وأكبر المؤتمرات المعنية بالاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وريادة الأعمال على مستوى المنطقة، ويقام كل عامين تحت رعاية العاهل الأردني.
ويهدف المنتدى إلى إبراز دور التكنولوجيا في إيجاد حلول للتحديات العالمية الملحة التي تواجهها معظم الدول، خاصة مع التأثير الكبير لجائحة كورونا، حيث يناقش الكثير من الموضوعات، أهمها، الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المالية والصناعات الذكية. كما يتضمن المنتدى معرض يضم أجنحة لشركات محلية وعربية ودولية، وأجنحة وطنية تضم شركات من مختلف دول المنطقة والعالم، منها شركات مصرية، بما يتيح فرص للتشبيك مع الشركات الأردنية.